شهدت الولايات المتحدة رفع دعوى قضائية بحق رجل الأعمال الأمريكي الإيراني الأصل بيجان رفيقان ورجل الأعمال التركي كامل أكيم ألبتيكن، بتهمة تشكيل لوبي سري لصالح تركيا يضم مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي السابق مايكل فلين. وأشارت مذكرة الادعاء المقدمة للمحكمة إلى توصل “رفيقان” لاتفاق مع شركة فلين انتيل جروب، وهى شركة لوبي تعود ملكيتها إلى مايكل فلين، للضغط على الإدارة الأمريكية لإعادة المفكر الإسلامي التركي فتح الله كولن إلى تركيا وتمويل أكيم ألبتكين لهذا المشروع بالأموال تدفعها له الحكومة التركية. وخلال الجلسة الأولى للمحاكمة الفيدرالية بمنطقة ألكسندرا التابعة لولاية فرجينيا تم إخلاء سبيل رفيقان لمحاكمته من خارج القضبان، بينما غادر أكيم ألبتكين الولايات المتحدة قبل انطلاق التحقيقات ولم يعد مرة أخرى. وطالبت النيابة العام بالسجن 15 عامًا لرفيقان و35 عاما لأكيم ألبتكين، حيث توجه لكلاهما تهمة إدارة لوبي سري لصالح تركيا دون إبلاغ وزارة العدل الأمريكية والإدلاء بإفادات كاذبة بهذا الصدد للمخابرات الأمريكية. وتنص القوانين الأمريكية على إمكانية ممارسة المواطنين الأمريكي أعمال لوبي صالح دولة أخرى، غير أنه يتوجب أولا إبلاغ وزارة العدل بهذا الأمر. وأحد الاتهامات الموجهة للرجلين هي تدبير مؤامرة لإعادة مواطن تركي مقيم في أمريكا إلى تركيا، وهو فتح الله كولن، وفقا لما أفادت وكالة رويترز. وفي التاسع عشر من يوليو/ تموز عام 2016 طالبت الحكومة التركية باعتقال كولن بتهمة تدبير المحاولة الانقلابية في تركيا، وفي الثالث والعشرين من الشهر نفسه طالبت بترحيله من الولايات المتحدة، لكن السلطات الأمريكية رفضت لعدم اقتناعها بالأدلة التي تقدمت بها تركيا. وضمت مذكرة الادعاء أيضا إلى مراسلات الكترونية بين ألبتكين ورفيقان، كما تم تقديم مسودة المقالة التي كتبها مايكل فلين بشأن فتح الله كولن ونشرها عقب وقوع انقلاب تركيا حيث وصفه فيها بأنه “إسلامي متشدد” من أجل تشويه صورته وإقناع الإدارة الأمريكية بترحيلة إلى تركيا. وفي المقالة المشار إليها شبه فيلن كولن بالرئيس الإيراني السابق، الخميني، مطالبا بإعادته إلى تركيا. واعترف فلين بتقديمه إفاداة خاطئة إلى المخابرات الأمريكية خلال التحقيقات التي أجريت معه خلال الأشهر الماضية وأقر بانتهاك القوانين المتعلقة بأعمال اللوبي. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الحكومة التركية قدمت لفلين 15 مليون دولار لترحيل كولن إلى تركيا. وتحدثت مذكرة الادعاء عن شخصيات سياسية تركية على صلة بألبتكين باستخدام أسماء مستعارة، حيث تم استخدام رموز مثل “الزعيم التركي 1″ و” الوزير التركي 1″ و”الوزير التركي 2″. أفادت وكالة رويترز أيضا أنه في التاسع عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2016 اجتمع فلين ورفيقات مع صهر أردوغان ووزير الطاقة والموارد المتجددة آنذاك برات ألبيراك، حيث تم تناول عملية إعادة فتح الله كولن خلال الاجتماع. من جانبه زعم الصحفي التركي آدم يافوز أرسلان، الذي نشر العديد من المقالات في هذا الصدد والخبير في هذه القضية، أن الشخص الآخر الذي ورد ذكره في مذكرة الادعاء باستخدام اسم مستعار هو وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو وأن رمز ” الزعيم التركي 1″ المقصود به هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وكان جاويش أوغلو قد أعلن في تصريحات هذا الأسبوع شن حملات في الولايات المتحدة ضد حركة الخدمة في 15 مقاطعة وأن الاعتقالات بدأت بمقاطعة نيوجيرسي الأمريكية، بالإضافة إلى زعمه أن الرئيس الامريكي أبلغ نظيره التركي على هامش قمة العشرين أنه يدرس طلب ترحيل كولن. غير أن البيت الأبيض كذب هذه التصريحات مفيدا أن الغرض من تصريحات جاويش أوغلو هذه تشتيت الانتباه.
مشاركة :