نظم نادي مكة الثقافي حوارا بعنوان «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مؤرخاً وداعماً للمؤسسات التاريخية»، احتفالا بالذكرى الرابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، شارك فيه مدير مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور فواز الدهاس، ووكلية كلية الشريعة للدراسات العليا الدكتورة هيلة السليمي، وأداره المشرف العام على إدارة المتاحف الدكتور فهد المالكي، الذي أشار في مقدمته إلى مكانة خادم الحرمين الشريفين كملك عظيم وقائد ملهم له مكانته السامقة بين قادة العالم لمعرفته الثرية بالتاريخ، وخبراته الغنية في شؤون الحكم، وإخلاصه الصادق للبلاد والعباد. ونوه فواز الدهاس برؤية 2030 الثاقبة التي صاغها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتؤكد في محورها الأساس إلى العمق التاريخي المتميز للمملكة التي يمكن أن تعبر من خلاله إلى جسر المستقبل، مشيرا إلى الاهتمام المبكر لخادم الحرمين الشريفين بالثقافة والتاريخ، «فكان يتلقف منذ شبابه الكتب ويجمعها في مكتبته الخاصة التي تنامت مع الأيام حتى قارب عدد العناوين فيها (27) ألف عنوان، إضافة إلى ما فيها من وثائق ومخطوطات وهي أكبر مكتبة خاصة تنسب لزعيم دولة لم تشغله أمور السياسة عن الاهتمام بالمعارف والثقافة وحول هذه المكتبة العامرة من مكتبة خاصة إلى مكتبة عامة خدمة للباحثين عن أهم مصادر التراث والتاريخ السعودي والعربي والإسلامي، وللباحثين عن الوثائق والمخطوطات النادرة في إطار دعمه الواسع للحراك العلمي والثقافي في المملكة». وقال الدهاس: «كان للتاريخ عند الملك سلمان مكانة خاصة، وتميز بثقافة واسعة، وذهنية متقدة، وعايش أحداث هذه البلاد أولاً بأول، وكان متحدثاً رئيساً ومشاركاً أساساً في مجالس الملوك منذ والده الملك عبدالعزيز ثم إخوانه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله. وارتبط اسم الملك سلمان بالعديد من الكراسي العلمية في الجامعات السعودية فيما يخص دراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية والجوائز المرتبطة بها. ومن أهم المؤسسات التي رعاها دارة الملك عبدالعزيز، الذي ترأس مجلس إدارتها عام 1417هـ، فارتقى بها عطاءً وثراءً لتصبح المؤسسة الأغنى في العناية بالتراث الإسلامي والعربي والسعودي»، متطرقا إلى «مركز تاريخ مكة المكرمة» الذي انطلق عام 1429هـ، وفعالياته ونشاطاته. في حين قالت الدكتورة هيلة السليمي ان اسم الملك سلمان بن عبدالعزيز ارتبط بتاريخ المملكة ماضياً وحاضراً، «وكان الشاهد الأبرز على تاريخ الدولة السعودية منذ مراحل حياته الأولى. ووهبه الله المدارك الواسعة، وفصاحة اللسان، بعد أن ختم القرآن الكريم وهو في سن العاشرة من عمره، إضافة إلى علاقته المتجذرة بالكتاب، وشغفه بالقراءة في مجالات التاريخ والسياسة والأدب، ومجالسة العلماء، وعلاقته الوطيدة بوالده وإخوانه من الملوك الراحلين. وكان يتابع الإصدارات أولاً بأول وبخاصة ما يتعلق منها بتاريخ المملكة وأدبها ورجالاتها. ولم تتوقف علاقته بالكتاب عند القراءة بل تعدى ذلك إلى دعم الكتب النافعة ونشرها». واضافت السلمي أن الملك سلمان «مرجع مهم لتاريخ المملكة وأنساب القبائل بأسلوب علمي رصين، وهو يقف وراء كل منجز ثقافي وفكري مهم ومنها دارة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك فهد الوطنية. ومازال الملك سلمان بن عبدالعزيز يكتب في صفحاته سيرته الخالدة، لرجل تاريخ بامتياز ووفقه ولي عهده وحفظ على هذه البلاد الأمن والأمان».
مشاركة :