بقفاز يخفي تحته إصبعاً مكسوراً، وقف الدولي خالد عيسى، حارس العين، وعملاق دار الزين، كأسد يحمي عرينه، وكما يقول المثل «العين عليها حارس»، فكان عيسى في كأس العالم للأندية، يذود عن مرماه، كأنه يدافع عن أبنائه، فأبهر العالم، وأدار له الأعناق، مثيراً آهات الإعجاب. وأصبح مادة ثابتة ودسمة للقنوات والصحف ووسائل الإعلام العالمية، يتحدثون عنه بمزيج من الدهشة والانبهار، ويصفونه بمختلف ألقاب البطل، الذي وقف في مواجهة هجوم ثلاثة من أفضل فرق قارات العالم، ليقود الزعيم لمعانقة المجد. وكتابة التاريخ بأحرف من ذهب، بعد أن حطم الأرقام، ووقف سداً منيعاً أمام الطامعين والحالمين بعبور أسوار قلعة الزعيم، ووزع الأفراح بين جماهير الأمة العيناوية، التي سهرت حتي الصباح تدعو له ولرفاقه الأبطال، الذي قدموا للعالم صورة نموذجية لكرة القدم الإماراتية، وأوفوا بما عاهدوا به الشارع الرياضي. نجم فوق العادة وإذا كان أبطال العين داخل المستطيل الأخضر قدموا نموذجاً للشجاعة والغيرة والمثابرة، فقد كانت كلمة السر التي قادت الزعيم إلى النهائي العالمي، هي قفاز حارس المرمى الأسطوري، الذي كان نجماً فوق العادة، وجسوراً وصنديداً، تأتيه جوائز التفوق والإبداع طائعة مختارة. ولا عجب أن حصل على لقب رجل المباراة مرتين، بعد أن قاد الزعيم إلى نهائي أكبر مسابقات العالم للأندية، بتصديه لركلات ترجيح حاسمة، ضمنت للفريق العيناوي عبوراً بطولياً، حتى وصل أخيراً ليكون قريباً من منصة التتويج العالمية، رغم أن الحارس الجسور، شارك بإصبع مسكور، مستعيناً بالإبر المخدرة في مباراتين ضد الترجي التونسي وريفر بليت الأرجنتيني. على منصة المجد دخل حارس العين الدولي، إلى منصة المؤتمرات الصحافية، عقب مباراة فريقه أمام ريفر بليت، تلاحقه نظرات الإعجاب من قبل إعلاميي العالم، وتسطع في وجهه فلاشات كاميراتهم، قبل أن يقف على حافة المجد العالمي، ليتوج بجائزة الأفضل في المباراة للمرة الثانية، وقال بتواضع الفارس المقدام، إن التتويج بالجائزة، يستحقه كل زملائه اللاعبين، الذين كانوا أبطالاً. وفعلوا كل شيء في أرضية ملعب المباراة، وأكد أن فرحته تضاعفت ألف مرة، بعد رؤيته مهرجان الفرح الذي شاهده على مدرجات جماهير العين، عقب التأهل إلى نهائي مونديال الأندية، وأشار إلى أن هدفهم قبل بداية المونديال، كان الاستمتاع بالبطولة، وتقديم أنفسهم بصورة مثالية للعالم، على نحو يعكس الوجه المشرف للكرة الإماراتية. وكانوا يدركون أن الشارع الرياضي ينتظر منهم الأفضل، ولذلك قاتلوا ببسالة، من أجل فرحة وطنهم، وقال: وصلنا إلى النهائي الحلم، ولا يهمنا من نقابل بعد ذلك، لقد حققنا حلماً وإنجازاً رائعين، وأكدنا على التطور الكبير الذي وصلت له كرة القدم الإماراتية، وقادرون على إحراز اللقب بدعوات الجماهير ومساندتهم لنا. إلى الحلم وعلى حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، الذي احتشد بالمعجبين من مختلف أنحاء العالم، غرد الحارس الجسور، بعد التأهل إلى نهائي مونديال الأندية، قائلاً: (والله ما أعرف شو أكتب غير هيا بنا إلى النهائي الحلم). ووجدت تغريدته تفاعلاً لافتاً، وتداولها أنصار الزعيم بكل الفخر والإعزاز، واصفين الحارس الدولي بالمتواضع والمفخرة. وتصدى خالد خلال المباريات الثلاث التي خاضها بمونديال الأندية، أمام تيم ويلينغتون، والترجي التونسي، وأخيراً ريفر بليت، لـ 18 تسديدة، منها 5 كانت أهدافاً محققة. محطم الأرقام على المستوى الشخصي، حطم الحارس الأسطوري، الكثير من الأرقام، فقد وقف خالد عيسى القادم للعين في 2013، قادماً من نادي الجزيرة، حارساً لمرمى العين طوال مسيرته مع الفريق، والتي امتدت لخمسة مواسم، في 203 مباريات، نجح خلالها في المحافظة على شباكه نظيفة 64 مرة (كلين شيت). وتوج مع الفريق بـ 5 بطولات، منها 2 دوري الخليج العربي لكرة القدم، وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وكأس السوبر، وكأس الصداقة المغربي، وحصل على لقب أفضل حارس بدوري الخليج العربي مرتين، ويعتبر أفضل حارس مرمى في تاريخ العين، حافظ على شباكه نظيفة في مسابقة دوري الخليج العربي لكرة القدم، ودوري أبطال آسيا، ومع المنتخب، استقبلت شباكه 18هدفاً، وحافظ على شباكه نظيفة 16 مرة (كلين شيت).طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :