اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة، أمس، بإثارة خطر اندلاع حرب نووية بتهديدها بالانسحاب من معاهدة رئيسية للحد من التسلح، ورفضها إجراء محادثات بشأن معاهدة أخرى تنقضي قريباً. وفي مؤتمر صحافي استمر أكثر من ثلاث ساعات، أيّد بوتين أيضاً قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قواته من سوريا، وقال إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لا تملك خياراً سوى تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي، وإن الديمقراطية الغربية تواجه متاعب جسيمة. وهددت واشنطن بالانسحاب من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى الموقعة عام 1987 التي تحظر على موسكو وواشنطن نشر صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى تنطلق من البر في أوروبا. وقال بوتين إن من الصعب التكهن بعواقب خطوة الانسحاب إذا أقدمت الولايات المتحدة عليها. وأضاف في المؤتمر الذي حضره أكثر من ألف صحافي: «نشهد بشكل أساسي انهيار النظام العالمي للحد من التسلح وبداية سباق للتسلح». وتابع قائلاً: «من الصعب جداً تخيل كيفية تطور الموقف إذا انسحبت الولايات المتحدة من المعاهدة. إذا ظهرت هذه الصواريخ في أوروبا فماذا علينا أن نفعل؟ سيكون علينا بالطبع أن نضمن أمننا». واعتبر الرئيس الروسي، في لقائه السنوي مع الصحافة، أن الغرب يحاول الوقوف في وجه تقدم روسيا التي تزداد قوة، وهاجم العقوبات المفروضة على بلاده وقال إن فضائح التجسس التي تتهم بها بلاده «ملفقة». كما هيمنت القضايا المحلية على الحدث السنوي بعد تدهور شعبية بوتين في الاستطلاعات في الأشهر الأخيرة، بسبب إصلاحات التقاعد التي أثارت غضب الروس. ورداً على سؤال عن العقوبات الغربية ضد موسكو، قال بوتين إنها «مرتبطة بتزايد قوة روسيا». وأضاف، من وراء مكتب خشبي كبير أمام مئات الصحافيين، أن «لاعباً قوياً ظهر يجب أن يحسب له حساب. حتى وقت قريب كان يعتقد أنه لم يعد هناك وجود لمثل هذا البلد». ولدى تطرقه إلى قضايا التجسس التي شهدها العام الجاري، وخصوصاً تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا في مارس، أكد بوتين مجدداً أن روسيا بريئة من كل ما تُتَّهم به.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :