ما أراده الأستراليون وما أريد بالآسيويين

  • 2/3/2015
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

وماذا بعد إحراز منتخب أستراليا كأس أمم آسيا السادسة عشرة لكرة القدم السبت الماضي، على أرضه وبين جماهيره؟ السؤال ليس موجها للأستراليين، لأن جوابه سهل وسريع: سنحقق البطولة المقبلة، وما يليها، الأمر بدا سهلا، وسيكون أسهل فيما بعد. لكن السؤال، للاتحادات الآسيوية الأخرى، وبالأخص اتحادات غرب آسيا: ماذا بعد ذهاب الكأس الآسيوية لخزينة أستراليا الفارغة، في الأصل، كيف ترون، وضع منتخباتكم، في قادم هذه البطولة؟ وماذا أنتم فاعلون؟ أما جوابي، فهو إن أمامهم طريقين، لا ثالث لهما، إما تغيير الجلد وتبديل حالهم الكروي البائس الذي كشفت عورته المنافسات الآسيوية الأخيرة في أستراليا، أو البحث عن طريقة نظامية لطرد أستراليا، من عضوية الاتحاد الآسيوي، والطريق الأول أعتبره خيارا صحيحا، لكنهم لا يملكون ثمنه، أما الثاني فممكن ولكن من يجرؤ على الكلام؟ ذكرت في موضوع سابق، على هذه الزاوية، أن على الآسيويين، إعادة الحسابات، من جديد، على ضوء مستجد أستراليا القارة، التي لا تشبه الآسيويين، في شيء، وتساءلت: هل كان الذين وافقوا على انضمامها، كانوا يحملون نيات صادقة للآسيويين بقصد «الإسهام في تحسين، وضع الكرة في القارة الصفراء، بشكل عام» كما صرح حينها محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي، وناقضه، المدير التنفيذي للاتحاد الأسترالي، نفسه (جون أونيل) الذي قال: «إن انضمامنا سيحدث تغييرات جذرية، حيث سينقلنا من المنافسات المحلية، إلى الإقليمية، وسيسهم في تطوير كرتنا، على صعيد الأندية والمنتخبات» الأمر وكأنه، قد مر على أعضاء الكونغرس الآسيوي، وسط دخان مباخر اصطفافات، وتربيطات انتخابات كرسي الفيفا، والمكتب التنفيذي، أو تقاسم كعكة الاتحاد الآسيوي، لا أكثر عندما كان المنتخب الكويتي، يهيمن على بطولات كأس دورة الخليج، من الأولى إلى الرابعة، كان منطقيا القول، إن الأمر يحتاج من الاتحادات الأخرى، تطوير منتخباتها، إذا أرادت إيقاف هذه الهيمنة الكروية الكويتية، على المشهد الخليجي، أو تقاسمها معه، وقد حصل فيما بعد، ليس لأن الفارق غير بعيد، ولكن لأنه كان يمكن الوصول إليه، وهذا المنتخب العماني يلحق بركب الحاصلين على هذه الكأس، بعد أن كان المراقبون يرون ذلك صعب المنال، والسبب أن فرص فعل ذلك، متاحة بنفس القدر بين الجميع إن فعلوا، وأسبابها مشتركة، متى أرادوا، لكن ذلك ليس الحال مع أستراليا، ولن تكون درجة التطور التي يمكن للبعض تحقيقها، كافية للحاق بالأستراليين، الذي بدأ مشوارهم الآسيوي، من القمة التي هي قاعهم، وفي نيتهم ليس فقط المحافظة عليها، بل المضي قدما، حيث سيحصلون بعد اليوم عل المزيد من الخبرة، والثقة، والتطوير أيضا. أستراليا حجزت المقعد الآسيوي الرابع، للوصول إلى المونديال، حتى إشعار آخر، ومعه فلم يعد أمام البقية، إلا التفتيش عن حلول على حساب بعضهم بعضا، والأمر لا يقاس، بالفوز على المنتخب الأسترالي، أو أحد أنديتها، إن حصل ذلك، لأنه في عالم كرة القدم يحدث، ولكن على قاعدة، الكرة ليس لها كبير، وهذا وحده، لا يوفر أي فرص احتكاك حقيقي، ولا قياس يمكن البناء عليه، في المزاحمة الجادة، على بطاقة تأهل أو فوز ببطولة. ما خطط له الأستراليون، تحقق، فقد ضمنوا اللعب في بطولة كأس القارات، إلى جانب الوصول إلى المونديال، وكأس العالم للأندية، كل ذلك لن يحتاج إلى جهد خارق، لكن بإمكانات تتوازى مع متطلبات الكرة الآسيوية، وربما في شرقها تحديدا، كان يمكن لأستراليا طلب الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي، لو أن الأمر كان بقصد تطوير اللعبة في بلادهم، ولأن ذلك لم يكن مقصودا بقدر ما كانت تلك الغنائم، فعليهم أن يقروا بفضل من سهل لهم ذلك ويجزلوا له الشكر ويحفظوا الجميل، وعليه أيا كان هذا الشخص، أو من سار وراءه، أن يتحمل دعاء، بقية القارة عليه، جراء ما فعله بهم من جرم لا يغتفر.

مشاركة :