صلاح الجوارح مرهون بسلامة القلب

  • 12/22/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة -  الراية : قال فضيلة الشيخ إسماعيل العدوي إن إصلاح عمل الجوارح واللسان يرتكز على إصلاح القلب، وإن من العبث السعي إلى إصلاح الجوارح والقلب عامر بالفساد. وأوضح فضيلة الشيخ إسماعيل العدوي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الشيخ خليفة بمنطقة لعبيب أن عمل القلب هو الأصل والأساس لنطق اللسان وعمل الجوارح، مُضيفاً إن أصل عمل القلب المحبة، والمحبة تتبعها الإرادة، فإن العبد إذا أحب شيئاً طلبه وأراده، والإرادة يتبعها العمل بالجوارح. وشدّد على أن الأصل في الصلاح والفساد هو صلاح القلب وفساده.. وقال : أصل صلاح القلب أن يحب ما يستحق أن يحب، وما يجب أن يحب، أي أن يحب الله تعالى، وأن يحب الخير والعدل، وأن يحب ما أمر الله به، وأن يحب ما أحب الله، بينما أصل فساد القلب أن يكون محبوبه عكس ذلك. وحثّ الخطيب على أن يراقب الإنسان نفسه، وأن يعرف إلى أين ميوله ومن هو محبوبه وما هي مطالبه ومناه، فإن كان محبوبه هو الله ومطلوبه ومناه طاعة الله ورضاه فليستقمْ على ذلك ويستمر عليه، وإن كان محبوبه ما لا يرضي الله ومطلوبه مما حرمه الله فليسارع إلى إيقاظه وإصلاحه قبل أن يجرّه إلى ما لا تحمد عقباه. أنواع المحبة وبيّن الشيخ العدوي أن المحبة نوعان الأول: محبة الله تعالى والثاني المحبة مع الله تعالى، مضيفاً إن محبة الله وهي أصل دين الإسلام، نوع من أعظم أنواع العبادة والتوحيد، والمحبة مع الله وهي أصل دين المشركين وأصل كلِّ فساد ومعصية، مستشهداً بقوله تعالى في وصف المشركين وشركهم: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ}، فكان شركهم وتنديدهم أن أحبوا مع الله غير الله كما يحب الله تعالى. وأضاف الخطيب: هذا الشرك والتنديد لا يقف عند صورة معينة، فقد يكون هذا المحبوب مع الله جناً وشياطين، وقد يكون أصناماً وأوثاناً وقد يكون رجلاً صالحاً وقد يكون رسولاً أو نبياً وقد يكون ملكاً أو أميراً وقد يكون عالماً أو وجيهاً، وقد يكون المحبوب مع الله مالاً أو منصباً، وقد يكون كأساً وغانية وقد يكون معصية وفسقاً. الشرك الأكبر وتابع : المحبوب مع الله قد يكون ذاتاً وقد يكون فعلاً وقد يكون صفة وحالاً، وكيفما كان المحبوب مع الله كان ذلك من جنس دين المشركين وضلالهم. وأشار إلى إن كان حباً كحب الله كان من الشرك الأكبر الذي يخلد صاحبه في النار، وإن لم يكن كذلك كان من جملة الكبائر أو الذنوب الموجبة لغضب الله تعالى وعقوبته. وقال خطيب جامع الشيخ خليفة إن حب الله تعالى هو أصل العمل الصالح، مبيناً أن من حب الله تعالى الحب في الله، ويدخل في ذلك حب الأنبياء وحب الملائكة وحب الصالحين وحب ما يحبه الله تعالى كالصدق والأمانة والصلاة والصيام والزكاة والحج وبر الوالدين وصلة الرحم وحب العلماء وتوقيرهم وحب أهل الإيمان، ومن حب الله البراءة من أعدائه وكراهة أعدائه. وأكد أن من حقق المحبة لله عمل الأعمال الصالحة مع صدق المحبة يبلغ ما لا يبلغ به عمله، مُشيراً إلى أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم، قال عليه الصلاة والسلام: «المرء مع من أحب».

مشاركة :