قال فضيلة الداعية الدكتور إسماعيل العدوي -في خطبة الجمعة أمس بجامع الشيخ خليفة في منطقة لعبيب- إن عمل القلب هو الأصل والأساس لعمل الجوارح. وأضاف أن إصلاح عمل الجوارح واللسان يرتكز على إصلاح القلب، مؤكداً أن من العبث السعي إلى إصلاح الجوارح والقلب عامر بالفساد، وعبثاً يحاول من يريد إصلاح لسانه ونظرات عينه وحركات يديه ورجليه، وهو لا يصلح أعمال قلبه.وأوضح العدوي أن أصل عمل القلب المحبة، التي تتبعها الإرادة، وأن العبد إذا أحب شيئاً طلبه وأراده، والإرادة يتبعها العمل بالجوارح، لافتاً إلى أن الأصل في الصلاح والفساد هو صلاح القلب وفساده. وأكد فضيلته أن أصل صلاح القلب أن يحب ما يستحق أن يحب، وما يجب أن يحب، أي أن يحب الله تعالى، وأن يحب الخير والعدل، وأن يحب ما أمر الله به، وأن يحب ما أحب الله. ودعا فضيلته المسلم إلى مراقبة قلبه ومعرفة ميوله، فإن كان محبوبه هو الله، ومطلوبه ومناه طاعة الله ورضاه، فعليه أن يستقيم على ذلك، ويستمر فيه، وإن كان محبوبه ما لا يرضي الله، ومطلوبه مما حرمه الله، فعليه أن يسارع إلى إيقاظه وإصلاحه، قبل أن يجره إلى ما لا تحمد عقباه.وأردف العدوي أن المحبة في الأصل نوعان أساسيان، وهذان النوعان تتفرع عنهما كل محبة صحيحة أو فاسدة، الأصل الأول: محبة الله تعالى، والأصل الثاني: المحبة مع الله تعالى، موضحاً أن محبة الله هي أصل دين الإسلام، ومن أعظم أنواع العبادة والتوحيد، أما المحبة مع الله فهي أصل دين المشركين، وأصل كل فساد ومعصية.وتابع: هذا الشرك لا يقف عند صورة معينة، فقد يكون هذا المحبوب مع الله جناً وشياطين، وقد يكون أصناماً وأوثاناً، وقد يكون رجلاً صالحاً، وقد يكون رسولاً أو نبياً، وقد يكون ملكاً أو أميراً، وقد يكون عالماً أو وجيهاً، وقد يكون مالاً أو منصباً، وقد يكون كأساً وغانية، وقد يكون معصية وفسقاً.;
مشاركة :