شاعرة عمانية تستعير لسان جلال الدين الرومي

  • 12/22/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عمّان - في مجموعتها الشعرية الأخيرة “خذ بيدي فقد رحل الخريف”، تلخّص الشاعرة العُمانية عزيزة الطائي حكايتها وحكاية القصيدة بقولها “مضيتُ إلى شجرة الموت/ في يدي شيء مما تبقّى/ ذكريات شائخة/ عاشت بين الدمع والروح/ تكتب حكاية عشق/ طواها النسيان”. وحينما تتحدث الشاعرة عن الموت في مجموعتها التي صدرت في طبعة مشتركة عن بيت الغشام للصحافة والنشر والإعلام بسلطنة عمان و”الآن ناشرون وموزعون” في عمّان، فإنما تستحضر الحياة التي عاشت في الذاكرة، وتحمل كل لحظات الانتظار التي تمر أمامها كشريط مرئي يطوف الفصول والمدن والأزمنة والأشياء.وهي وإن تلوّح بالوداع، إلّا أنها لا تزال تحتفظ بشيء مما تبقّى، تاركة وراءها الخريف الذي رحل شاحذا الخُطى نحو ضوء الأمل الذي تراه في جوانيات النفس، حيث تشتبك حالات العاشقة والمعشوقة. لهذا تضيء الشاعرة قناديل قصائدها بمقولة جلال الدين الرومي “أيها البشر الأنقياء التائهون في هذا العالم.. لِمَ هذا التيه من أجل معشوق واحد؟ ما الذي تبحثون عنه في هذا العالم؟ ابحثوا في دخائلكم، فما أنتم سوى ذلك المعشوق”. وتتجلّى مرآة الذات في نصوص الطائية، في الأشياء المحيطة بها، فيرى كل منا نفسه فيها، إذ جاء في تقديم المجموعة “أنا أنثى من ماء ونار، غيمة تطفو على سطح الكون”، لتحمل التضاداتُ في المعنى دلالةَ العشقِ الصوفي الزاهد في الحياة الذي يعيش في البرزخ، دون أن يحمل خُطاه إلى جهة أخرى. وتستعير الشاعرة من القاموس الصوفي مفرداتِه لتحقيق تناصّات تثري المحمولَ الشعري. وتعبّر الطائي عن هذا المنحى من خلال تأمل الأشياء من كوى الأبواب وزوايا النوافذ وصمت الجدران وإغفاءة الليل. إذ تمثل المقاطع في هذه المجموعة رصدا ليوميات قصة عشق، وهي قصة لا تزال تحوم حول “الشرفات كموسيقى تنهمر من السماء

مشاركة :