"الاقتصادية" من الرياض رد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس على معارضي زيادة الضريبة على الوقود بالقول "أنتم على حق"، وذلك بعد أن جمع التماس ضد الضريبة توقيع 1.15 مليون شخص عبر الإنترنت، بعد الاحتجاجات العنيفة لحركة "السترات الصفراء". وبحسب "الفرنسية"، وصف ماكرون الالتماس الذي يورد عدة طرق لمحاربة التلوث الناتج عن الوقود الأحفوري من دون الحاجة إلى زيادة الضرائب بأنه "تشريع المواطنين". وكتب ماكرون متوجها إلى المليون شخص وأكثر الذين وقعوا الالتماس على "تشاينج دوت أورج" قائلا "سمعت رسالتكم، وأنا أجيب عليها بشكل مباشر، أنتم على حق". وذكّر ماكرون الموقعين بأن حكومته ألغت الضريبة، وألا زيادة في أسعار الوقود أو الكهرباء خلال فصل الشتاء. وفيما أكد ماكرون أن خفض استهلاك الوقود الأحفوري الذي يسهم في التغير المناخي هو ضرورة، أضاف أنه "لا يجب ألا نضع مشكلات نهاية العالم بشكل متعارض مع مشكلات نهاية الشهر"، في إشارة إلى غضب حركة "السترات الصفراء" حول تكلفة المعيشة في فرنسا وصعوبة تأمين الاحتياجات كل شهر. وبعد أسابيع من الاحتجاجات كل سبت في كل أنحاء البلاد التي تخلل بعضها أعمال عنف، أعلن ماكرون مزيدا من التنازلات، من بينها زيادة 100 يورو لخمسة ملايين يتقاضون الأجور الدنيا وإلغاء ضريبة مقررة على رواتب المتقاعدين. من جهة أخرى، صادقت الجمعية العامة الفرنسية "البرلمان الفرنسي" على إمكانية أن تدفع الشركات مكافأة استثنائية معفاة من الضرائب إلى الموظفين الذي يتقاضون حتى 3600 يورو، وهو أحد التدابير الطارئة استجابة لحركة "السترات الصفراء". وأقر هذا التدبير بغالبية كبيرة استجابة لقرار الحكومة تشجيع الشركات على منح حتى 31 آذار (مارس)، هذه المكافأة المعفاة من الضرائب بالكامل حتى ألف يورو ويستفيد منها الموظفون الذين يتقاضون أقل بثلاث مرات من الحدّ الأدنى للأجور أي أن يصل إلى 4563 يورو مجمل دخلهم قبل الضرائب والاقتطاعات في عام 2019. ويمكن لربّ العمل أن يقرر بشأن منح هذه المكافأة حتى 31 كانون الثاني (يناير). واعتبرت مورييل بينيكو وزيرة العمل أن هذه المكافأة "لا تحلّ كل المشكلات، بالطبع، لكن يستفيد منها أكثر الموظفين تواضعا". ومن المتوقع طرح هذه التنازلات في الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ للتصويت قبل عطلة نهاية العام. وكشف استطلاع للرأي، أن شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصلت إلى أدنى مستوى "27 في المائة" منذ بداية ولايته في أيار (مايو) 2017، بعدما تراجعت خمس نقاط خلال شهر واحد. وقال الاستطلاع الذي أجراه معهد "أودوكسا"، "إنه بعد شهر على بدء أزمة "السترات الصفراء"، يواصل رئيس الدولة تراجعه شبه المتواصل الذي بدأ في أيار (مايو)"، مشيرا إلى أن 73 في المائة من الفرنسيين الذين شملهم الاستطلاع عبروا عن آراء سلبية فيه. وأوضح التحقيق الذي أجري لحساب إذاعة "فرانس إنتر" ومجلة "ليسكبريس" الأسبوعية وصحيفة "لا برس" المحلية أن ماكرون تراجع لدى المقربين من الحزب الاشتراكي "أقل بأربع نقاط"، وحزب فرنسا المتمردة اليساري الراديكالي "11 نقطة" وكذلك الحزب الرئاسي "فرنسا إلى الأمام"، "أقل بثلاث نقاط". واعتبر 74 في المائة ماكرون "رئيس الأغنياء"، "بزيادة ثلاث نقاط"، بينما بات 33 في المائة "أقل بنحو 16 نقطة" يعتبرونه "مؤهلا" مقابل 68 في المائة عبروا عن رأي معاكس. وسجلت شعبية رئيس الوزراء إدوار فيليب تراجعا أيضا، حيث اعتبره 31 في المائة من الفرنسيين "رئيسا جيدا للحكومة" مقابل 68 في المائة يرون عكس ذلك "+5 نقاط". وردا على سؤال عن "حالة الطوارئ الاقتصادية والاجتماعية" والإجراءات التي أعلنها رئيس الدولة أخيرا لمحاولة تهدئة "السترات الصفراء"، بدا الفرنسيون منقسمين، إذ يرى 47 في المائة منهم أنها "منعطف خلال ولايته الرئاسية" بينما عبر 53 في المائة عن رأي مخالف. وأجري الاستطلاع على الإنترنت في 13 و14 كانون الأول (ديسمبر)، وشمل عينة من 990 شخصا تزيد أعمارهم على 18 عاما، وفق طريقة الحصص، وحدد هامش الخطأ بما بين 1.4 و1.3 نقطة.
مشاركة :