المطران سلوان يكتب : أين يولد المسيح؟

  • 12/22/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إذ يدنو منا يوم الاحتفال بعيد التجسد الإلهي، أراني خجلاً عندما أبحث عن جواب لهذا السؤال في نفسي: "أين يولد المسيح؟" (متى ٢، ٤). لكني أجد ضالتي في محبتكم وخدمتكم الرسولية، خدمة متفانية، محبة، باذلة.وجدتها وأجدها في وجوه أشرقت عليها دموع الغربة والقلّة والوحدة، لكنّها ثابتة في الخير والحق والصلاة. وجدتها وأجدها أيضًا في رعية لا تحيا لذاتها، لكن تمد نفسها إلى أبنائها في خدمة ألوانها التآزر والتعاضد والاستفقاد.وجدتها وأجدها في خدام لا يعون إلا فقرهم إلى الله وغنى عمل النعمة ووفرها في خدمتهم.وجدتها وأجدها مرتسمة في أجساد رهبان صائمة ونفوسهم المصلية تعكس بشائر نشيد الملائكة، فتنزع البؤس والمرارة من قلوب كثيرين لتهبهم عوضًا منها السلام والمسرّة الإلهيَّين.وجدتها وأجدها في أبناء كنيسة يتضعون في التوبة، في التلمذة للإنجيل، وفي شهادة محبة لا تعرف ذاتها. وجدتها وأجدها في من يحملون شهادة كهذه: في فقر وشكر بآن، في حزن ورجاء بآن، في غياب أليم وحضور دائم بآن، في غنى واتضاع بآن، في فرح ومشاركة بآن.وجدتها وأجدها في صلاة من يبحث عن الصلاة ويلتمس بداءتها من معطيها، أو في رجاء مسكوب من أجل الذين لا يدنون من المغارة الصغيرة في بيت لحم ولا من المغارة الكبيرة في هياكلنا المقدسة، أو في محبة تعطي ذاتها وإن كانت لا تستطيع كثيرًا، لكنها مثابرة حتى النهاية، حتى يصير المستحيل ممكنًا.وجدتها وأجدها في التسبيح على كل هذه العطايا التي أقدمها إلى أبوتكم وأخوتكم في المسيح، فتتعزى قلوبكم وقلوب المؤمنين الذين يبحثون عن المولود في مغارة، ويسعون في إثره فيستقرّ الفرح فيهم.

مشاركة :