«1 وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ. 2 وَبَاكِرًا جِدًّا فِى أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. 3 وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟» 4 فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيمًا جِدًّا. 5 وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ الْيَمِينِ لاَبِسًا حُلَّةً بَيْضَاءَ، فَانْدَهَشْنَ. 6 فَقَالَ لهن: “لا تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِى وَضَعُوهُ فِيهِ. 7 لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ». 8 فَخَرَجْنَ سَرِيعًا وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ، لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ.»»(إنجيل مرقس 16: 1- 8) حسب إنجيل مرقس، ذهبت النسوة الثلاث، مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب وسالومة إلى القبر ليحنطن جسد المسيح المصلوب. ولكن قد اعترضتهن معضلة أشغلت فكرهن: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟» (إنجيل مرقس 16: 3). خلال العام الماضي، واجهنا جميعًا حجرًا كبيرًا جدًا ألا وهى جائحة كورونا التى أعاقت العديد من جوانب حياتنا اليومية وغيرت أسلوب حياتنا حيث تم إغلاق الحدود، وأغلقت المدارس، وأغلقت الكنائس، وفى بعض الأحيان، أغلقت أبواب المستشفيات بعد امتلائها بالمرضى ولم تتمكن العائلات من زيارة مرضاهم. ولا تزال تواجه العائلات التى تعمل في قطاع السياحة سنة ثانية مدمرة بدون سائحين وحجاج. وفى ذات الوقت، نحن نراقب الانتخابات في كل من إسرائيل وفلسطين ونتساءل كيف سيتعامل هؤلاء السياسيون المنتخبون حديثًا مع حجارة الوباء والظلم والاحتلال؟ ونحن اليوم نسأل في واقع الحياة كما سألن نسوة القيامة: «من يدحرج لنا هذا الحجر؟». أن الأوضاع التى خلفتها جائحة كورونا وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على العالم أجمع قد زرعت في قلوب الناس حجر الخوف والشك. ولكن القيامة قد أزالت كل أنواع الخوف وقد دحرجت حجر الخوف. والمسيح القائم قد طلب منا: «لا تخافوا» لأنى قد جئت لأمنحكم حياة وحياة أفضل. في القدس وفى عيد القيامة، نشعر بسعادة غامرة لإتاحة الفرصة لنا لكى نكون مع بعضنا البعض ومع أعضاء طوائفنا وأحبائنا وعائلاتنا مرة أخرى، وبالرغم من فرحتنا بدحرجة الحجر، وقيامة يسوع من القبر، ومنحنا جميعًا الحياة الأبدية، لا يزال أعضاء كنيستنا يواجهون العديد من العقبات في هذه الحياة. وهنا يجب أن نتذكر أن حياة تلاميذ المسيح لا تتعلق بالسعى إلى ما هو «طبيعى وعادي» وإن مفهوم القيامة لأهل القيامة هو حول احتضان المعجزات. ومن خلال قيامة يسوع، يحثنا الله على ألا ننظر إلى الوراء وإلى ما كان عليه، بل دائمًا إلى الأمام وإلى ما سيأتي. وعند القبر، بعد أن دُحرج الحجر، قال الملاك للنسوة، «انظرن. هنا حيث وضعوه! لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ». كان من السهل على النسوة البقاء في القبر حزانى ويندبن على الماضى وعلى ما فقدوه. ولكن تحولت مهمة النسوة من محنطات إلى رسولات حملن رسالة القيامة إلى العالم أجمع. بالنسبة للبعض منا اليوم، الذين فقدوا الكثير، قد يكون هذا هو الوقت المناسب تمامًا لإعادة التفكير للحظة. إن قيامة يسوع هى علامة على أننا لسنا بحاجة إلى الجلوس في القبر إلى الأبد. لقد دحرج الحجر بعيدا، لقد قام المسيح إلى حياة جديدة وكذلك نحن. لهذا السبب، يمكننا المضى قدمًا دون خوف، واثقين أن يسوع يسير أمامنا. لا نعرف ما هو آت، لكننا واثقون من أن المسيح القائم من بين الأموات سوف يسير مع كل واحد منا وستواصل كنائسنا ومدارسنا ومؤسساتنا رسلتنا بنشر إنجيل المحبة في أرض القيامة، ممتلئين بالروح القدس، ومؤمنين أن هناك ثمة رجاءً حيًا، وهذا الرجاء هو بالمسيح القائم من بين الأموات. فلنتمسك بهذا الرجاء عالمين أن عدالة الصليب ابتدأت في القدس وقوة القيامة حدثت في القدس. وستبقى قدس القيامة تجدد فينا يوميًا هذا الرجاء الحى في كل مرة نحيى بعضنا بعضًا بتحية قدس القيامة: المسيح قام.. حقًا قام..ليكن سلام المسيح الذى يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وعقولكم في المسيح يسوع. وكل عام وأنتم وعائلاتكم بألف خير. كتب: المطران سنى إبراهيم عازار مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضى المقدسة. ibrahimazar@yahoo.de
مشاركة :