حرب أهلية داخل واشنطن بوست: أصابع قطرية كتبت مقالات خاشقجي

  • 12/23/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - تثير حقائق جديدة عن علاقة الصحافي السعودي الراحل جمال خاشقجي بقطر، ووقوفها وراء ما ينشر من أفكار تحت الطلب، ضجة كبيرة بين محرري صحيفة واشنطن بوست التي كانت تنشر آراءه. وتوصلت الصحيفة في تقرير لها عن خاشقجي نشرته، الجمعة، إلى أن الصحافي، الذي أثار مقتله ضجة كبرى، كان يرتبط بمؤسسة قطرية موجودة في الولايات المتحدة، وهو ما قد يفسر إلى حد كبير نوعية الآراء التي كان يكتبها ضد السعودية وينحاز فيها لجماعة الإخوان المسلمين وتركيا، ويبدو فيها أقرب إلى قطر من مواقف بلاده، خاصة في الأزمة الخليجية. وكشفت من خلال رسائل نصية بين خاشقجي ومديرة تنفيذية في مؤسسة قطر الدولية، اسمها ماغي ميشال سالم، أن الأخيرة كانت تراجع وأحيانا تكتب المقالات التي يفترض أن يعدها جمال بنفسه ويرسلها إلى واشنطن بوست للنشر. وزعمت سالم أنها كانت تقدم مساعدة لخاشقجي كصديق ليس أكثر، خاصة أن قدراته في اللغة الإنكليزية محدودة، وأن المؤسسة التي تتولى فيها مهمة مدير تنفيذي لم تدفع للصحافي السعودي الراحل مالا كما أنها لم تؤثر عليه. وبدا التفسير الذي قدمته مسؤولة الشركة القطرية مثيرا للسخرية، خاصة أن خاشقجي لم يكن ليغامر بإقامة علاقة مع دائرة قطرية، وهو يعلم بالتوتر بين الرياض والدوحة، وأنه يمكن أن يكون محل مراقبة من مخابرات بلاده، لو لم يكن واعيا بأنه يخدم أجندة قطر ويتحمل مسؤولية المجازفة بذلك. وفجر التقرير مفاجأة أخرى حين أورد أنه في الفترة التي كان خاشقجي يكتب فيها مقالاته في واشنطن بوست مهاجما الرياض وخيارات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الإصلاحية، طلب مليوني دولار تمويلا من وزارة الإعلام لإنشاء مركز دراسات.وأثارت هذه الحقائق حربا داخلية في الصحيفة، وفيما نأى محررو الأخبار بأنفسهم عن هذه الفضيحة، تمسك مسؤولو صفحات الرأي بأنهم لم يكونوا على علم بذلك وإلا لما سمحوا له بالكتابة. ومن شأن هذا الكشف أن يدفع المحللين إلى مراجعة أسباب الحملة الإعلامية الكبيرة التي قادتها وسائل إعلام قطر على السعودية بعد مقتل خاشقجي. وتبدو قطر بهذا تدافع عن عميل لها، وتكون حملتها على الرياض أبعد من أن تكون دفاعا عن حرية الصحافة. ولم يكن خاشقجي طوال تجربته مع واشنطن بوست بمنأى عن أجندة قطر وتركيا وجماعة الإخوان المسلمين. ويشير تقرير واشنطن بوست المثير للجدل إلى أن أشخاصا من بين أصدقاء خاشقجي في الولايات المتحدة ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين أو متعاطفون معها. وكانت لخاشقجي علاقات بفاعلين في مركز العلاقات الأميركية الإسلامية الذي لم يكن يخفي دعمه لثورات “الربيع العربي” التي ركب موجتها الإسلاميون قبل أن ترتد عليهم. كما كان يقيم علاقات مع كبار المسؤولين في الحكومة التركية، التي كانت علاقتها فاترة مع السعودية. ولم يكن انتماء خاشقجي إلى الجماعات الإسلامية المتشددة مثار شك. ويقول موقع “ديلي ووتش” المتخصص في مراقبة أنشطة الإخوان عالميا إن حيثيات الأدلة تشير إلى أن جمال خاشقجي لم يكن فقط عضوا بارزا في جماعة الإخوان المسلمين وقريبا من شبكة الإخوان المسلمين العالمية، بل كان في الواقع يدعم بشكل نشط المشاريع المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين حتى شهر أبريل من هذا العام.

مشاركة :