محمد دحلان لـ"العرب": حلّ الدولة الواحدة سيفرضه واقع التطورات

  • 12/23/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - ارتبط اسم القيادي الفلسطيني محمد دحلان زعيم التيار الإصلاحي في حركة فتح الفلسطينية دائما بالقضايا الشائكة والأحداث المثيرة، بسبب علاقاته السياسية المتشعبة، فضلا عن تحركاته المكوكية وتنقله الدائم بين عواصم عربية وعالمية، وهو الذي يملك فكرا متقدما للتعامل مع التطورات الجارية، ما يجعله يتعرض لسهام النقد من جهات مختلفة. تحدث محمد دحلان، في حوار مع “العرب”، عن التطورات الفلسطينية على ضوء التحركات الراهنة، قائلا إن “موقفه الثابت هو خيار حلّ الدولتين، الأنسب والأفضل والأنجع لحلّ الصراع وتحقيق الاستقرار، وتحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال واستعادة حقوقه المغتصبة”. لكنه استطرد مشيرا إلى أنه بالنظر إلى الوضع الراهن والشروط القائمة فإن هذا الخيار ليس ممكنا من الناحية الجغرافية في الضفة الغربية والقدس، إلا إذا كنا نتحدث عن بضع جزر متناثرة أقرب إلى “محابس” تطوق الملايين من شعبنا، وهذا سيكون أسوأ من الاحتلال القائم. وأوضح أنه وجه رسالة إلى الإسرائيليين بأن “الشعب الفلسطيني لن يقبل بأقل من دولة فلسطينية سيادية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن الإسرائيليين قتلوا ويقتلون ذلك الخيار يوميا، وعلينا وعليكم مواجهة استحقاقات الخيار الآخر وهو خيار الدولة الواحدة، وبمقاييس الظروف الراهنة أرى خيار الدولة الواحدة ممرا إجباريا يفرضه الاحتلال علينا وعلى نفسه بكلفته الديموغرافية المرتفعة مستقبلا”. وترفض حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو مبدأ حل الدولتين، فضلا عن دعمها لسياسة الاستيطان بشكل كبير في مدن الضفة الغربية، في ظل ضعف تام للسلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس (أبومازن).عن قانون القومية الإسرائيلي، أكد دحلان أن التشريعات شيء والواقع على الأرض شيء آخر، لأن قانون القومية يؤكد النزعات العنصرية، لكن الواقع سيجتاحه مع مرور الزمن ولن يكون أمام الاحتلال إلا ثلاثة خيارات، إما العودة سريعا إلى حل الدولتين وبما يقبله الشعب الفلسطيني، وهذا غير ممكن في ظل تفوق اليمين الحاكم، وإما إعلان إسرائيل أنها دولة عنصرية تسحق حقوق ومتطلبات الملايين من الفلسطينيين، وهذا لن يمر دون صراع ودماء، وإما الاستسلام لحل الدولة الواحدة، وهذا الخيار هو الأقرب للواقع القائم، وأنا أقبل به! وأكد دحلان أن خيار حل الدولة الواحدة ليس مزاجيا بل سيفرضه واقع التطورات وسيكون نتيجة طبيعية للسياسات الإسرائيلية، إلا إذا انسحبت إسرائيل إلى حدود 4 يونيو 1967، أو توغلت في التطرف والعنصرية، عندها سنكون أمام النموذج العنصري المقيت مثل الذي كان قائما في جنوب أفريقيا في القرن الماضي. حول صفقة القرن الأميركية للحل، قال محمد دحلان، إنه ليس ممن ينخدعون أو يخدعون أنفسهم، وأميركا لن تضع على الطاولة ورقة أو مبادرة إلا بعد صياغتها وتدقيقها حرفا بحرف مع الحكومة الإسرائيلية، وما يسمى بالصفقة الأميركية ستكون إسرائيلية في واقع الأمر، ولن تبتعد عما تريده الحكومة جغرافيا وأمنيا وسياسيا، والجانب الأميركي قد يستفيض في العروض الاقتصادية فقط، على حساب المال العربي والمال الأوروبي. وأشار مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، إلى طرح الولايات المتحدة لبنود صفقة القرن مع بدايات العام المقبل، بعد إدخال بعض التعديلات عليها خلال الأشهر الأخيرة. وبسؤاله عن مدى تمسك الشعب الفلسطيني بخيار مقاومة الاحتلال، استبعد دحلان وجود شعب تحت الاحتلال ويسقط خيار المقاومة، مشددا على مواصلة الشعب الفلسطيني لمقاومته بكل الوسائل مهما كلف الأمر أو طال الزمن، قائلا “وما رفض الحلول المجحفة إلا شكلا من أشكال المقاومة”. عن احتمال سرقة إسرائيل للمزيد من أراضي الضفة دعما للاستيطان في ظل ضعف سلطة أبومازن، أوضح دحلان أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بذلك يوميا في ظل التنسيق الأمني (المقدس) بسبب تهالك السلطة والانقسام وتأثيره على أولويات القوى الفلسطينية، مشيرا إلى أن الأخطر هو محدودية المقاومة بحكم تحاشي السلطة ومؤسساتها مقاومة المحتل وتأثير ذلك حتى على قدرة حراك فتح في الضفة الغربية.

مشاركة :