كشفت دراسة بريطانية عن وجود إقبال متزايد من المستهلكين الشبان على الأثاث العتيق بدلا عن الأثاث العصري لعدة أسباب من بينها تنامي العقلية البيئية والبحث عن الجودة والقطع الفريدة إلى جانب الثمن غير المرتفع. لندن - عندما يسأل أحدهم إن كان يحبّذ اقتناء أثاث عصري أو عتيق، يفضل جيل الألفية الإجابة الثانية. فالمشتريات العتيقة ذات جودة أفضل، فريدة من نوعها ولا تصنع بالجملة، وصديقة للبيئة فهي لا تخلف أي أثر للكربون. وتجعل هذه الميزات الخيار واضحا. ويقول بونتوس سيلفرستولب، الشريك المؤسس لمحرّك البحث العالمي العملاق للمزادات إنجين بارنوبيس الذي يضم حوالي ألفي عميل على موقعه على الإنترنت ومليون قطعة معروضة للبيع كل يوم، “يختار الجيل الجديد الأثاث العتيق لبيوتهم، بشكل متزايد. وقد ارتفعت مبيعات التحف والأثاث العتيق بنسبة 32 بالمئة. وتدفع العقلية البيئية الشائعة المشترين إلى الاستثمار في الجودة والتحف الفريدة من نوعها مع توفير المال في نفس الوقت". ووفق الموضع البريطاني فإن جيل الألفية يقود التغييرات في سلوك المستهلك، الذي أصبح مهتما بشراء العناصر المملوكة سابقا والتي يمكن تجديدها. وأصبح المستهلك قادرا على تقدير البصمة الكربونية. ومن الواضح بروز اهتمام متزايد من الجيل الأصغر من المشترين، الذين يريدون أثاثا فريدا وعالي الجودة، لا يتلف بسهولة مع مرور الوقت. ولا يستطيع عالمنا أن يستمر في طريقة استهلاكه الحالية. وتختار فئة كبيرة من جيل الشباب شراء أثاث مستعمل، وهو أمر غالبا ما يكون أرخص من أثاث “إيكيا” العصري المشهور. واندلع جدال حول إنتاج عدد قليل من التحف العتيقة لهواة تجميع القطع الفريدة، مما أدى إلى ارتفاع قيمتها.ويذكر على سبيل المثال طاولة طعام، "نشتري هذه الطاولة مقابل 350 جنيها إسترلينيا. وفي المقابل نشتري طاولة فيكتورية جميلة، أكثر ليونة في تصميمها، مقابل 250 جنيها إسترلينيا، وطاولة أخرى مقابل 145 جنيها إسترلينيا فقط. وتفسر هذه المقارنة ميل الشباب إلى اختيار القطع العتيقة". وإذا قام أحد بتكرار ذلك مع الأسرّة والخزائن والكراسي، فسيتحصل على منزل أكثر سحرا واستثنائية من المنزل الذي يبدو وكأنه يخرج من مصنع إنتاج ضخم. يحتوي الأثاث القديم أيضا على المظهر المحبب للعائلة، الذي يضيف لمسة تدل على “عيش” ساحر. وهذا المظهر مشهور جدا لدى مصممي الديكور الداخلي. وقال بيندكت وينتر، المتخصص في الأثاث والأعمال الفنية في دار كريستي للمزادات، “لقد شهدنا بالتأكيد اتجاها متناميا لدى الشباب المهتمين بمبيعاتنا في (كريستي)”. وأضاف في تصريحات لصحيفة “ذا تليجراف”، “من المؤكد أنه يساعد الناس على الاهتمام بالأثاث الأخضر، وهذا يقترن بالتاريخ والحرفية اللذين يجذبان حقا الناس في القرن الحادي والعشرين". ويظل مصطلح “العتيق” نسبيا، إذ نجد تحفا عتيقة باهظة الثمن، وأخرى عصرية ذات جودة عالية، ومصممة بشكل منفرد يؤثر على البيئة المنزلية المريحة والساحرة. ولا تدفع هذه القطع المستهلك إلى أن يناضل من أجل تجميعها في المنزل، إذ تصنع في إطار تشكيلة مكتملة.
مشاركة :