صدر مؤخراً عن مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة «جورجتاون» في قطر، كتاب جديد يبحث في تدخلات السياسة في تشكيل البيئة في الشرق الأوسط، وفي الروابط القوية بين العوامل البيئية والسياسية، لإظهار كيف أن التفاعل بين الجانبين ساهم في تشكيل تاريخ المنطقة وتحديد مكانتها في الاقتصاد السياسي العالمي. والمحرر هو البروفيسور هاري فيرهوفن، الذي أوضح أسباب تناوله الكتاب من هذه الزاوية بقوله: «عندما يفكر الناس في القضايا البيئية في الشرق الأوسط، فإنهم يتجاهلون السياسة». وقال: «يركز هذا الكتاب على أن قضية البيئة هي في الأساس قضية سياسية؛ لأنها تتعامل مع المساءلة، والخطاب السياسي، والسلطة، والأمن، ومن يمتلك القرار، ومن هم المهمشون في هذه العملية». واستشهد فيرهوفن بنموذج كيف أن الفحم النباتي الذي يُنتج في بلد مزّقته الحروب مثل الصومال من أجل التصدير إلى دول الخليج الغنية ليصبح شواء اللحوم وتدخين النارجيلة، هو الدافع لمزيد من التدهور البيئي واستدامة الحروب الأهلية والنزاعات من خلال فرض الضرائب والإتاوات. وأوضح من خلال الإشارة إلى مطالب المتظاهرين في ساحة «غيزي بارك» باسطنبول، وما تخللها من مواجهات في عام 2013 في تركيا، تتعلق إلى حد كبير بضرورة الإبقاء على المساحات الخضراء أكثر مما كانت حول التمثيل السياسي في عملية صنع القرار. عن هذا الكتاب، يقول الأستاذ مهران كامرافا، مدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية: «هذا الكتاب له أهمية خاصة بالنسبة لنا، في الوقت الذي نشهد فيه عواقب حقيقية ومقلقة لتغيّر المناخ، وإعادة عرض الأمثلة التاريخية نفس للحكومات الإقليمية التي تستخدم أزمات بيئية متفاقمة من أجل تمركز السلطة السياسية في يديها».;