«السعديات».. منارة الفن والثقافات

  • 12/23/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

وصلنا إلى محطة الختام في جولتنا بين معالم أبوظبي العاصمة الحبيبة، وربوع العين واحة الجمال، وقبل تجولنا في المعالم العالمية للدول المشاركة في مونديال الأندية، من نيوزيلندا إلى الأرجنتين والمكسيك ومنها إلى اليابان وتونس الخضراء وإسبانيا قلب الريال. محطتنا الأخيرة نلقي فيها الضوء على بقية المعالم الموجودة في أبوظبي، والتي باتت مقصداً لكل الزائرين، ودائماً ما تمثل علامة سياحية مميزة، وهناك معالم مرتبطة بالماضي والتراث وأخرى مرتبطة بالعصر الحالي والمستقبل، ومررنا من هنا إلى قصر الحصن ومتحف اللوفر وجامع الشيخ زايد الكبير، ولا يزال في جولتنا المزيد من المزارات، منها متحف زايد الوطني والمتحف المائي وجزيرة ياس والفورمولا -1 وياس ووتروورلد والقرية التراثية ومنارة السعديات. رحلتنا الأخيرة تبدأ من متحف زايد الوطني، الذي يعتبر الصرح المعماري الأهم في أبوظبي، وباعتباره المتحف الوطني للإمارات، يروي المتحف سيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورحلة تأسيس الدولة، وتاريخ المنطقة، وعلاقاتها الثقافية مع العالم. يستعرض المتحف الوطني سيرة الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومسيرة اتحاد دولة الإمارات تحت لواء واحد، كما يسرد تاريخ المنطقة، وروابطها الثقافية مع العالم، وبمجرد دخول الزائر إلى المتحف يبدأ رحلة إلى التاريخ، يطلع من خلالها على ثقافة وتاريخ الإمارات، وقصة حياة الشيخ زايد، مؤسس الدولة، ومصدر إلهامها وفخرها ويعد معرض «حياة وعهد الشيخ زايد» مركز المتحف. ويقف متحف زايد الوطني شامخاً وسط المنطقة الثقافية في السعديات، مستعرضاً مراحل تطور الإمارات والتقدم السريع الذي شهدته على مدى السنوات الماضية، من خلال النمو الهائل الذي تحقق على مختلف الميادين، ومنها التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية، لتعزيز المعرفة بالإنجازات العملاقة كافة التي تحققت، وذلك من خلال ترسيخها في أذهان وقلوب الأجيال المقبلة، سواء في الإمارات أو العالم. لم نبتعد كثيراً بالانتقال إلى منارة السعديات، التي تعد وجهة لممارسة الفن وتقديره، ونافذة تطل على المنطقة الثقافية في السعديات، وتقع في قلب المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات وتعد مركزاً للزوار، وبوابة لمتاحف المنطقة الحالية والمستقبلية، مثل اللوفر أبوظبي ومتحف زايد الوطني وجوجنهايم أبوظبي. وتسهم منارة السعديات في إثراء المشهد الثقافي في أبوظبي، من خلال المعارض الفنية وورش العمل وعروض الأداء ومساحات حرة، خاصة باستوديو الفنون. تتضمن مرافق منارة السعديات تراساً مخصصاً لإقامة الفعاليات في الهواء الطلق، ومطعماً ومقهى وثلاث صالات مخصصة للمعارض الفنية المؤقتة، واستوديو للتصوير الفوتوغرافي، واستوديو للفنون، ومسرحاً يتسع لـ 100 مقعد، بالإضافة إلى قاعة اجتماعات تستوعب 250 مقعداً. وتستضيف حالياً سلسلة من الفعاليات المجتمعية تشمل ورش عمل للأطفال والكبار. وتتناول كل ورشة موضوعاً معيناً، مثل الطباعة، ورسم البورتريه، ورسم الأشكال، ودراسة الروبوتات. كما تعد مساحة تجمع مختلف أشكال الفنون والتعليم وأنماط الحياة. وتحولنا إلى القرية التراثية التي تتمتع بهدوء الماضي وشموخ الحاضر والمستقبل على كاسر أبوظبي، من أهم معالم الإمارة الحضارية، حيث أصبحت مقصداً رئيساً للزائرين والباحثين عن تاريخ الإمارة العريق، فهي تجمع بين دفتيها التاريخ بالتراث في قالب معماري مزدان بالطين واللبن، يروي للأجيال والزائرين على حد سواء حكايات الأمس الجميل، لتجسد الإرث الحضاري والثقافي للإمارات قديماً، حيث تعكس حياة ‏‏الأسلاف عبر مختلف البيئات والظروف التي عاشوا فيها. وتعد واحدة من أهم معالم الجذب الثقافية الموجودة في الدولة، وأقيمت على مساحة 16 ألفاً و800 متر مربع، وجاء إنشاء القرية للحفاظ على التراث العربي الأصيل وتطويره ليكون فخراً لنا على مر العصور. وبالانتقال إلى جزيرة ياس نجد أنها إحدى أماكن الترفيه، التي تخطف الأنظار من كل المعالم خاصة أنها الأحدث، وتضمّ هذه الجزيرة حلبة مرسى ياس التي تستضيف سنوياً سباق «جائزة طيران الاتحاد للفورمولا -1»، أمّا أبرز معالم الحلبة فتتمثّل بفندق ياس فايسروي أبوظبي الشهير ذي الخمس نجوم، والذي يتميّز بكونه الوحيد في العالم الذي يستقر فوق حلبة لسباقات الفورمولا- 1، وتم بناء نصفه على اليابسة والنصف الآخر فوق الماء. وهناك عالم فيراري أول مدينة ترفيهية مستوحاة من سيّارة فيراري في العالم. تروي هذه المدينة الترفيهية قصّة فيراري بشغف وحماس من خلال أكثر من 20 مرفقاً ترفيهياً ولعبة مثيرة وتثقيفية، ويمتد ياس وتر ورلد على مساحة 15 ملعب كرة قدم ويتضمن 43 لعبة زلاقة ووسيلة ترفيه – من بينها خمسة تعد الوحيدة من نوعها. ويقع شاطئ ياس على السواحل الجنوبية الهادئة لجزيرة ياس علاوة على ذلك، تحتضن الجزيرة ياس مول، وهو أكبر مركز تسوّق في أبوظبي. وتجولنا في رحلتنا الأخيرة في حديقة الألعاب المائية مرجان أبوظبي وحديقة حيوانات الإمارات، التي تضم أنواعاً كثيرة من الحيوانات المختلفة، تحوي الحديقة حوالي 1700 حيوان بري جُلبت من مختلف أنحاء العالم. أنهينا رحلتنا ومعالم أبوظبي لم تنته بعد، فلا يزال هناك الكثير من المعالم السياحية في العاصمة الحبيبة والتي دائماً ما تكون محط أنظار السائحين من مختلف دول العالم.

مشاركة :