أعادت صناعة مجسمات السفن في قرية تبوك التراثية ذاكرة زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية 33” إلى تاريخ وإرث المنطقة، الذي نقله عبدالعزيز حسن حلواني صانع السفن الوحيد والمتفرد بهذه الصناعة والذي يعتبر نفسه آخر من يصنع السفن في الوقت الحاضر. ويحاول حلواني نقل الزائرين والزائرات إلى عبق الماضي التليد والحاضر المجيد الذي تتلاقى فيه الثقافات المتعددة بمنطقة تبوك المنتمي إليها والتي تمتد إلى عصور ما قبل الزمن الحديث. وقال إنه ورث هذه المهنة من والده – رحمه الله – حيث كان يعمل فيها معه منذ طفولته بمحافظة أملج، ويصنع السفن الشراعية والقوارب، قبل أن تتحول صناعته الآن إلى مجسمات صغيرة يمكث في نحتها وجمالها ووضع مواصفاتها نحو عشرين يوماً. ويضيف الحلواني (62 عاماً) أنه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 40 عاماً، وتم تكريمه العام الماضي في مهرجان الجنادرية، كما كًرِّم في سوق عكاظ. وأشار إلى أنه تفرد بهذه الصناعة في محافظة أملج التي كانت أكبر المحافظات صناعة للسفن الكبيرة التي تعبر بين داخل المملكة وخارجها، وحين انقرضت هذه الصناعة فكّر بصناعة السفن على شكل مجسمات وطوّرها بسفن تستخدم كتحف أثرية وزينة تجمل الأماكن. وأفاد الحلواني بأنه لجأ إلى عمل مجسمات السفن بعد تقدمه في العمر وعدم مقدرته على صناعة السفن الكبيرة. وفيما يخص الأدوات المستخدمة في صناعة السفن، ذكر أنه يستخدم في صناعة السفن الجنقلي والمنتي والفيني والقنص والفن والباكه والميط والقرط، إضافة إلى المواد العضوية مثل الصل والدامر والحل والشونة والحومار والمسامير وغيرها من الأدوات المستخدمة في صناعة السفن والتي تسمى العدة والجدوم والمنشار والمطرقة والرندة ومنفر القوبار والبلد والخيط والطبشير وغيرها. ونوّه أن أحد أبنائه يصنع أبواب وشبابيك والآخر يتدرب على صناعة السفن، داعياً من يرى في نفسه حب صناعة السفن وتعلمها للتدرب عنده مجاناً.
مشاركة :