كونا – قال وزير الطاقة والصناعة في دولة الامارات العربية المتحدة المهندس سهيل المزروعي إن نسبة خفض انتاج النفط للأعضاء بمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» ستبلغ 3 في المئة فيما ستبلغ تلك للدول من خارج المنظمة 2 في المئة وذلك اعتبارا من شهر يناير المقبل وفقا للاتفاق بين المنظمة وكبار المنتجين من خارجها ولمدة ستة أشهر. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده وزراء النفط والطاقة في كل من الإمارات العراق والجزائر إلى جانب محافظ الكويت في «اوبك» للحديث عن أسعار النفط والقرارات التي توصلت إليه الدول من داخل وخارج المنظمة وذلك على هامش الاجتماع ال101 لمجلس وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك» الذي عقد في الكويت اليوم الأحد. وقال المزروعي إن دول اتفاق خفض الإنتاج قدمت تنازلات في خفض الانتاج لإنعاش الصناعة النفطية واستقرار الأسواق موضحا أنه تم تحديد شهر أكتوبر كمرجع لنسب الخفض. وأضاف أنه تم استثناء ثلاث دول من قرار خفض الإنتاج وهي إيران وفنزويلا وليبيا مؤكدا أن جميع الدول تم إخبارها بنسب الخفض الجديدة وأن كافة الدول الأعضاء في «أوبك» وخارجها متلزمون بالحصص الإنتاجية اعتبارا من يناير المقبل. وحول مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الإنتاج لخفض الأسعار قال “نحن لا ننظر إلا إلى معطيات وتوازن السوق ونسب الاستثمار فنحن ملتزمون أمام دولنا لتحقيق مصالحها”. وبين أن «أوبك» والدول المصدرة من خارج المنظمة أثبتوا للعالم التزامهم خلال العامين الماضيين وأنهم قادرون على تجديد هذا الالتزام مجددا مشيرا إلى أن هناك 24 دولة ملتزم باتفاق خفض الإنتاج وأن هناك اجماعا في دول «أوبك» ومن خارجها على إعادة النظر في مستويات الإنتاج للحفاظ على السوق ومصالح الدول أمام شعوبها. وأفاد بأن ما حدث من هبوط حاد للأسعار خلال شهري اكتوبر ونوفمبر الماضيين دفع «أوبك» إلى البحث حول الأسباب حيث قام مركز الأبحاث الخاص بالمنظمة بدراسة الأمر موضحا أن الزيادة الحالية في المخزون العالمي بلغت 37 مليون برميل مقارنة ب 340 مليون برميل منذ بداية الاتفاق خلال عامين. وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية “أصبحت أكبر منتج للنفط وبلغ انتاج النفط «الصخري» ما يقارب 8 مليون برميل يوميا بزيادة لم تكن متوقعة” مؤكدا “أننا لا نجابه النفط الصخري”. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار النفط من شأنه احداث تباطؤ في انتاج النفط الصخري إذ ستكون هناك “معاناة في بعض الحقول وأن أول من يتألم سيكون بعض المنتجين في النفط الصخري”. وتوقع المزروعي توازن السوق في الربع الأول من عام 2019 مشيرا الى أن قرار «أوبك» والمنتجين من خارجها بالخفض 2ر1 مليون برميل يوميا سيعيد التوازن الى السوق. وأشار إلى “أن دول الخفض ستلتزم بنسبة 100 في المئة وأن هذه الدول في الاتفاق السابق التزمت بالخفض بنسبة 116 في المئة في المتوسط في حين بلغ الالتزام في بعض الشهور نسبة 150 في المئة”. من جهته قال وزير النفط العراقي ثامر الغضبان خلال المؤتمر إنه من الطبيعي وجود فترات لانخفاض الأسعار وارتفاعها مشيرا الى أن مراكز الأبحاث لديها سيناريوهات وان «اوبك» منتجة لثلث إنتاج العالم فقط وهناك مؤثرات أخرى. وأضاف الغضبان أنه رغم الصعوبات الاقتصادية الحادة التي يمر بها العراق وبروز ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» والقتال معها خلال الأعوام الماضية والتي تزامنت مع الانخفاض الحاد في أسعار النفط إلا أن العراق التزم بخفض الإنتاج. وتابع “اليوم العراق يقف موقفا مسؤولا لخفض الإنتاج باعتباره دولة مؤسسة لأوبك” مؤكدا أن هبوط الأسعار سيجعل الاستثمارات تتوقف وأن «أوبك» ليست الوحيدة المسيطرة على الإنتاج في العالم حيث انها تنتج ثلث انتاج العالم فقط وهناك دول أخرى مؤثرة في اسعار النفط. من جانبه أكد وزير الطاقة الجزائري مصطفى قيتوني في المؤتمر التزام بلاده باتفاق خفض الانتاج مشيرا إلى أنها تسعى دوما لتقارب وجهات النظر بين جميع الاطراف والالتزام بالاتفاق. وأعرب قيتوني عن شكره للكويت ولسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على حسن الضيافة والاستقبال. بدوره قال محافظ الكويت في «أوبك» هيثم الغيص في المؤتمر إن الكويت لعبت دور رياديا وبارزا في لجنة مراقبة خفض الإنتاج التي تم تشكيلها قبل عامين ونجحت في تحقيق توازن أسعار النفط. ولفت الغيص إلى أن استقبال سمو أمير البلاد للوزراء من «أوبك» اليوم يؤكد على أهمية موقف الكويت واحتاضنها لاجتماعات منظمتي «أوبك» و«أوابك».
مشاركة :