الكاردينال الماروني لساسة لبنان: اتقوا الله في عباده

  • 12/23/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الكاردينال مار بشارة الراعي بطريرك الموارنة: إن كرامة الشّخص البشريّ تقتضي أن تتوفّر له أوضاع الحياة الاجتماعية التي تمكّنه من تحقيق ذاته وتأمين عيش كريم، وهي تختصّ بالمأكل، والملبس، والسّكن، والتّربية، والعمل، والاستشفاء، وإنشاء عائلة، والسّمعة الحسنة، والاستعلام الصّحيح، والتّصرّف وفقًا لما يملي عليه ضميره، وحريّة اختيار حالة حياته، وحماية حياته الخاصّة وحريّته في الدّين والمعتقد، بالإضافة إلى كلّ ما له من حقوق وما عليه من واجبات.  وأضاف خلال عظته اليوم أنّ معظم هذه الحقوق والواجبات تقع على عاتق السّلطة السّياسيّة، التّشريعيّة والإجرائيّة والإداريّة والقضائيّة وهي مبرّر وجودها، مستطردًا: فكم يؤسفنا أن يغيب هذا الواجب عن المسؤولين السّياسيّين الذين يماطلون منذ سبعة أشهر كاملة في تأليف الحكومة، مختلقين في كلّ مرّة تصل الحلول إلى خاتمتها، عقدةً جديدة.  واستطرد: وهم بذلك يلحقون ضررًا كبيرًا بالدّولة موقعين فيها يوميًّا خسائر ماليّة جسيمة، وينتهكون كرامة شعب يحكمون عليه بمزيدٍ من الفقر والحرمان والقلق، متسائلًا: هل يدركون أنّهم يقترفون جرمًا كبيرًا بحقّ الدّولة والشّعب؟ وأكمل: ما يؤلمنا بالأكثر هو عدم اكتراثهم لهذا الضّرر الجسيم، وعدم احترامهم للشّعب الذي أولاهم ثقته، ألا يخجلون منه؟ إنّنا مقتنعون أكثر فأكثر بوجوب تشكيل حكومة مصغَّرة من أشخاص ذوي اختصاص مشهود لهم وحياديّين يتولّون مستلزمات الدّولة والشّعب، لأنّ أيّة حكومة تتألّف على أساس من الخلافات، وبالشّكل الغريب عن الدّستور ومبادئه، ولو سُمّيَت "حكومة وحدة وطنيّة"، ستكون ويا للأسف، حكومة مزيد من الخلافات والنّزاعات، وستعود بالدّولة إلى المزيد من التّقهقر، وستوقع الشّعب في المزيد من الفقر والحرمان. واختتم: أيها السياسيون، اتّقوا الله بعباده، أيّها السّياسيّون، وتصالحوا مع السّياسة الجميلة المتفانية بالتّجرّد في سبيل الخير العام.

مشاركة :