لا يمكن إقرار خطة الموازنة العامة للسنة المالية الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية إلا إذا حصلت الحكومة على موافقة مجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ)، على تلك الخطة، فإذا ما فشلت في الحصول على تلك الموافقة، يحدث ما يسمى الإغلاق.فما معنى هذا الإغلاق؟ وما الذي يسفر عنه؟ يُشترط لكي تمر خطة الموازنة، أن يوافق المجلسان على كافة بنودها، ولكن إذا دخلا في نزاع واختلفا على بعض البنود، وتعطّل إقرار الخطة، يتم الإعلان عن أن هناك إغلاقا حكوميا سيقع في توقيت محدد. هذا ما يحدث بالفعل حاليًا في الولايات المتحدة، فقد دخل الإغلاق الجزئي للإدارات الفيدرالية الأمريكية حيز التنفيذ أمس السبت (22 ديسمبر 2018) بعد فشل محاولة التوصل إلى تسوية حول الميزانية. ويعني الإغلاق وقف جميع الخدمات الحكومية التي يتم تمويلها من جانب الكونغرس، وحين يعجز الطرفان عن حل النزاع يتم وقف العمل بمؤسسات الدولة غير الحيوية وتسريح موظفي الحكومة بصفة مؤقتة، فيما تواصل المؤسسات الحيوية على الجانب الآخر أعمالها مثل الشرطة والدفاع المدني والوكالات الاستخباراتية والهيئات العسكرية، إلا في حال طالت فترة الإغلاق، فحينها تتوقف كافة مؤسسات الدولة عن العمل الرسمي. ويبقى الإغلاق مفعلا إلى أن يتم تسوية النزاع على خطة الموازنة، وطبعًا يتأثر سير العمل داخل مؤسسات الدولة، كما يتأثر الاقتصاد سلبًا بذلك، وتكون الدولة غير ملزمة بدفع رواتب عن مدة الإغلاق. وحذّر مدير الموازنة في البيت الأبيض ميك مالفاني الأحد من أن الإغلاق الجزئي للحكومة الذي يشلّ واشنطن قد يمتد إلى العام المقبل وولاية الكونغرس الجديد. وقال مالفاني لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية "إنه من الوارد جدا أن يستمر هذا الإغلاق إلى ما بعد الثامن والعشرين من ديسمبر الحالي وحتى ولاية الكونغرس الجديد". ويأتي الإغلاق الجزئي للإدارة الاميركية بسبب استمرار الخلاف بين الكونغرس والرئيس دونالد ترمب حول تخصيص أموال لبناء جدار على الحدود مع المكسيك. وهذا الإغلاق الجزئي هو الثالث هذا العام علما بأن الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس الأميركي لا يزال يتمتّع بالغالبية في مجلسي الشيوخ والنواب. لكن اعتبارا من 3 يناير ستنتقل الغالبية في مجلس النواب إلى الحزب الديموقراطي. ويبدو التوصل لاتفاق حول الموازنة لإنهاء الإغلاق الذي أجبر وكالات حكومية عدة على وقف العمل منذ الساعة 00:01 (05:01 ت غ) السبت، بعيد المنال بعدما أرجأ مجلس الشيوخ الأميركي السبت إلى ما بعد عيد الميلاد المفاوضات الرامية لإقرار قانون للانفاق الفدرالي. وكان ترمب الذي ألغى عطلة مقرّرة في فلوريدا من أجل متابعة المفاوضات في واشنطن أصرّ على تخصيص 5 مليارات دولار لبناء جدار عند الحدود مع المكسيك بهدف منع الهجرة غير الشرعية، وهو ما يرفضه الديمقراطيون الذين يعارضون بشدة هذا المطلب. وفي غياب أي اتفاق فإن عشرات الإدارات وجدت نفسها بدون تمويل منتصف ليل الجمعة-السبت وأغلقت بالتالي أبوابها. وقال مالفاني لفوكس نيوز "هذا ما تكون عليه واشنطن عندما يكون لدينا رئيس يرفض المساومة".;
مشاركة :