قراءة في السجل الانتخابي 2018 (2 من 6)

  • 12/24/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

د.صالح السعيدي – تقوم إدارة الانتخابات في وزارة الداخلية سنوياً بفتح سجلات الناخبين للمواطنين والمواطنات الذين يبلغون السن القانونية للانتخاب، وذلك في الفترة من الأول من فبراير إلى غاية العشرين من مارس من كل عام، عملا بأحكام القانون رقم 35 لسنة 62 بشأن انتخابات مجلس الأمة، ويشمل التسجيل، كذلك، الراغبين في تغيير مراكزهم الانتخابية ونقل قيودهم من دائرة إلى أخرى. ويفيد تحليل وقراءة السجلات الانتخابية في مراجعة الإحصاءات والأرقام المتصلة بكل جوانب العملية الانتخابية وجميع تفرّعاتها، كما يمكن من خلالها رصد ومتابعة قياس المؤشرات الإحصائية عبر تحليل متغيّرات نسب الزيادة والنمو في الدوائر والمناطق الانتخابية. كما تمكن دراسة السجل الانتخابي من التعرف على اتجاهات الكتل الانتخابية، ورصد الظواهر الجديدة في سلوك الناخبين، لا سيما عند المجموعات المصنّفة ككتل انتخابية مميزة؛ كالقبائل والجماعات والأسر والطوائف، وتشمل الدراسة، كذلك، إحصاء عدد الموقوفين من التصويت، العسكريين منهم وناقصي السن من النساء والرجال. القبس رصدت في دراسة تفصيلية كل المتغيّرات الانتخابية والمتصلة بعملية الانتخاب. وفي ما يلي التفاصيل: تتكوّن الدائرة الأولى من 19 قيدا انتخابيا، تتوزع تبعيتها الإدارية بين محافظتي العاصمة وحولي، حيث مناطق متباينة من حيث الحجم، منها الكبيرة والأخرى متوسطة، إلى جانب مناطق صغيرة تتضاءل فيها أعداد الناخبين، كما تشمل منطقة فيلكا التي توقف فيها تسجيل الناخبين الجدد منذ الغزو العراقي 1990، أما أصغر القيود الانتخابية في الدائرة، فهو قيد منطقة المطبة بعدد ناخب واحد فقط. المؤشرات العامة تبيّن سجلات 2018 أن الدائرة الاولى سجلت صافي زيادة بلغت 1187 ناخبا وناخبة، بنسبة نمو تقدر بــ %1.4، مقارنة بأرقام 2017، وتعتبر هذه النسبة هى الادنى بين الدوائر، وبتلك الارقام يصل تعداد الكتلة الناخبة فيها حسب إحصائيات 2018 إلى مستوى 83488 ناخبا وناخبة، عدد الناخبين الرجال منهم 39652 ناخبا، يشكلون %47.5 من مجموع الكتلة الناخبة مقابل 43836 صوتاً للنساء، وهو ما يشكل %52.5. زيادات 11 سنة عند مقارنة أرقام 2018 مع إحصائيات 2007، وهي السنة الأولى التي يتم فيها التسجيل وفق نظام الدوائر الخمس، نلاحظ أن أعداد الناخبين في الدائرة الأولى تحرّكت من 64784 عام 2007 الى 83488 عام 2018، وبذلك تسجل الدائرة الانتخابية الأولى ارتفاعا في أعداد الناخبين يقدر بــ 18664 ناخبا وناخبة خلال إحدى عشرة سنة، بنسبة نمو تقدر بــ %28.8، أما على صعيد الجن، فقد زاد عدد الرجال من 28774 ناخبا عام 2007 الى 39652 العام الحالي؛ بزيادة مقدارها 10268 ناخبا، وبنسبة نمو تقدر بــ%37.9. أما عدد الناخبات فقد تحرّك من 36010 عام 2007 إلى مستوى 43836 في عام 2018، وبزيادة مقدارها 7726 ناخبا وناخبة، وبنسبة نمو تقدر بــ %21.4 خلال إحدى عشرة سنة. سجل المناطق كالعادة، سجلت منطقة سلوى أرقاماً مرتفعة هذا العام، فقد تصدّرت مناطق الدائرة بصافي زيادة 537 ناخبا وناخبة مقابل 1312 صوتاً العام الماضي لمجموع ناخبي المنطقة، وتعد منطقة سلوى المعقل الرئيس لناخبي قبيلة العوازم في الدائرة وخزان أصواتهم، وأتت منطقة بيان ثانية بـــ236 ناخبا وناخبة مقابل 501 للعام الماضي، تلتها منطقة الرميثية بصافي زيادة 166 ناخبا وناخبة مقابل 635 العام الماضي، وجاءت بعدها منطقة مشرف بـــ 129 ناخبا وناخبة، ثم منطقة عبدالله المبارك 93، فالدعية التي سجلت صافي زيادة 57، ثم الدسمة بـــ 36 صوتا. أحجام المناطق بإضافة أعداد الناخبين المضافين في 2018 إلى مناطق الدائرة تحتل منطقة الرميثية صدارة الترتيب كأكبر مناطق الدائرة الأولى، بإجمالي ناخبين، يصل إلى 18453 ناخبا وناخبة، وجاءت منطقة بيان ثانية بتعداد بلغ 15271 ناخبا وناخبة، وحلت منطقة سلوى ثالثة بين ترتيب مناطق الدائرة بمجموع يبلغ 14263 ناخبا وناخبة، ثم منطقة مشرف رابعة بتعداد ناخبين يصل إلى 11162 ناخبا وناخبة، أما منطقة الدسمة فحلت خامسة بـــ 6069 ناخبا وناخبة. مناطق ذكورية تحوي الدائرة الأولى مناطق، تزيد فيها أعداد الناخبين الرجال عن أعداد الناخبات النساء، وهو أمر لا يتّسق مع النسق العام لتكوينات الدوائر في الكويت، والتي يزيد فيها غالبا أعداد الإناث على أعداد الذكور. ووفقا للسجل الانتخابي عام 2018 فإن منطقة الرميثية تعد أكثر المناطق التي سجلت فارقا ذكوريا، حيث يزيد فيها أعداد الرجال عن النساء بمقدار 416 صوتا، تليها منطقة بنيد القار التي يزيد فيها عدد الرجال عن النساء بــ 314 صوتا، ثم تأتي منطقة الدسمة ثالثة، حيث يزيد فيها عدد الرجال عن النساء بفارق 203 أصوات للرجال. والى جانب المناطق التي يزيد فيها أعداد الرجال عن أعداد النساء، فإن الدائرة الأولى تضم 5 مناطق سجلت خانة الناخبات النساء فيها صفراً، وهي مناطق: المطبة، فيلكا، النقرة، ميدان حولي، والراس. المكونات الانتخابية تعد جماعة الحساوية أكبر المجموعات الشيعية في الدائرة الأولى بـــ 10310 ناخبين وناخبات، تليها جماعة التراكمة التي تمثل غالبية ناخبي الشيعة العجم، ويصل تعدادها إلى نحو 9090 صوتا، ثم تأتي بعدها جماعة البحارنة بـ 3595 صوتا، إلى جانب جماعات أخرى، كالبهبهانية 1660 صوتا، اللور 1175، الأشكنانية 1125، الدشتية 1115، ثم البلوش بعدد ناخبين يصل الى 1050 صوتا. أما المكوّن السنّي فينقسم إلى ثلاث مجموعات رئيسة، أولاها الحضر السنة، وهم في غالبيتهم من الأسر الكويتية التي كانت تسكن في حي شرق التاريخي في الكويت، أما المجموعة الثانية فهي مجموعة اهالي بر فارس التي يصل تعدادها الى نحو 5300 صوت، أكبرها جماعة الكنادرة 2310 أصوات، الشطاطوة 825 ناخبا يليهم العوضية 730 صوتا، اضافة الى تواجد كتلة انتخابية من الأسر الفيلكاوية يصل مجموعها الى 780 صوتا، أما المجموعة السنية الثالثة فتتمثل بالقبائل، والتي يصل عدد ناخبيها وفق إحصاء 2018 الى 14500 صوت، تشكل ما نسبته %17.4من مجموع ناخبي الدائرة الاولى، وأكبرها كتلة قبيلة العوازم بعدد يصل الى 10765 ناخبا، وهو الحجم الذي مكّنها من حجز مقعدين ثابتين في انتخابات الدائرة الأولى عامي 2008 و2009 لكنها خسرت المقعدين في انتخابات فبراير 2012، وديسمبر 2012، لكنها نجحت في استعادتهما منذ انتخابات 2013، ولغاية الآن بعد ترتيب خاص مع استحقاقات الصوت الواحد. ووفق إحصاءات 2017، فقد بلغ اصوات العوازم بالدائرة الاولى 10765 صوتا، وشهد العام الماضي 2017 موجة تسجيل كثيف للعوازم في الدائرة، تجاوز عدد المسجلين فيها 1300 ناخب وناخبة، اما بقية قبائل الدائرة فتأتي كتلة عتيبة الانتخابية بـ555، وبفارق كبير عن العوازم ثم عنزة ثالثة بـ505 أصوات، فالعجمان بـ435 ومطير 405 أصوات، والرشايدة 365 صوتا، ثم تأتي بقية القبائل بأعداد اقل. جمود في النمو اظهرت مؤشرات التسجيل في الدائرة الاولى خلال السنوات الاخيرة جمودا في نمو اعداد الناخبين عكس ما هو سائد في بقية الدوائر، ففي هذا العام حلت الدائرة الاولى خلف الثانية في اعداد المسجلين، رغم ان الاولى تفوق الثانية عدداً باكثر من 20 الف ناخب، وفي تسجيلات 2017 بلغ عدد المسجلين الجدد في «الأولى» 5770، وبعد حذف الوفيات والنقل سجلت الدائرة صافي زياة بـ3657 ناخباً وناخبة، وهو رقم يشير الى ارتفاع وتيرة النقل الى خارج الدائرة. وفي تسجيلات 2016 سجلت الدائرة الاولى صافي زيادة سالباً حيث فاقت اعداد الوفيات والنقل اعداد المسجلين الجدد بـ600 صوت. ولعل من اسباب هذا الجمود في النمو هو ارتفاع حركة النقل الى خارج الدائرة، نتيجة قِدم المناطق السكنية التي تضمها الدائرة، وهو ما يؤدي الى انتقال شباب الدائرة الى مناطق سكن حديثة لعدم توافر مناطق سكنية حديثة في «الأولى».

مشاركة :