نستودعك الله العلي القدير يا ملك القلوب.. نستودعك الله.. يا ناصر الضعفاء ويا جابر كسر الأرامل والفقراء.. نستودعك الله يا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. ونسأل الله عز وجل أن يجعل قبرك روضةً من رياض الجنة رحمك الله وأسكنك فسيح الجنان، كنت ملكًا مجددًا شهد عهدك الزاهر عهد الحب والخير كثيرًا من الإنجازات والإصلاحات حتى غدت المملكة العربية السعودية واحة.. رحمك الله كرست حياتك لخدمة الدين الإسلامي.. وسعيت بكل ما تملك إلى بناء قوة عاملة.. كنت صادقًا في كلماتك.. ستكون في مساحة مضيئة من ذاكرتنا.. لن ننساك وسنظل ندعوالله بأن يرحمك رحمةً واسعة، الأمة تتوحد حزنًا عليك.. بل أبكيت أمة يا ملك الإنسانية.. سنظل نذكر كلماتك.. وكنت رحمك الله.. تقول فيها :"ليعلم كل مواطن كريم على أرض هذا الوطن الغالي بأنني حملت أمانتي التاريخية تجاهكم واضعًا نصب عيني همومكم وتطلعاتكم وآمالكم فعزمت متوكلًا على الله في كل أمر فيه مصلحة ديني ثم وطني وأهلي"، مسيرة حافلة بالإنجازات وخطوات ثابتة خطيت فيها يا ملك الإنسانية بكل ثقة وعزيمة في سبيل تطوير ورفع اسم المملكة العربية السعودية عاليًا اتباعًا لنهج من سبقوك في وسط كل هذه الظروف السياسية والاقتصادية السائدة في العالم، وتمكنت يا ملك القلوب بحنكتك ومهارتك في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الاقليمي والعالمي سياسيًا واقتصاديًا وتجاريًا وأصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي وشكلت عنصرًا قويًا للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته. نعم يا ملك القلوب.. إن الأقلام لتعجز بكل ما تملك عن التعبير عما تكنه القلوب من حب وتقدير لملك الإنسانية رحمه الله الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز.. غابت شمسك عن سمائنا فأصبح الكون مظلمًا.. لم نعد نرى صورة وجهك الحبيب.. نستذكر كل لحظة كنت فيها يا خادم الحرمين الشريفين تظهر أمامنا بكلماتك البسيطة الإيمانية.. وعهدك عهد الحب والإنجاز.. بذلت فيه كل ما في وسعك من أجل أن ينعم مواطن هذا الوطن بالأمان، فمن أعظم نعم الله عز وجل التي منّ بها علينا نعمة الأمن في هذا الوطن المعطاء، وهي أول دعوة لسيدنا إبراهيم عليه السلام.. عندما قال.. رب اجعل هذا بلدًا آمنًا وارزق أهله من الثمرات.. وبفضل الله عز وجل ثم ما قمتم به من جهد وإخلاص كان الأمن في بلدنا مثل الجبال العالية وغدت مملكتنا الحبيبة مضرب المثل في الأمن وهذا بفضل تطبيق شرع الله عز وجل على هذه الأرض الطيبة، ويبقى عز هذا الوطن مملكة التوحيد في ترابط أبنائه واللحمة الوطنية التي تميز كل من يعيش فوق تراب هذا البلد.. وكانت سلاسة انتقال السلطة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله رسالة واضحة للعالم ودليل على تماسك قيادة هذا الوطن وشعبه وحرصهم على مصلحة المملكة العربية السعودية واستقرار أمنها.. وإن ما شاهدناه خلال أيام العزاء.. فقد كان العالم بأجمعه متأثرًا بوفاتك.. وهذا يعطي دليلًا واضحًا إن شاء الله على محبة الله لك فنحن البشر شهود الله في الأرض.. ففي الحديث القدسي:(إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ). ومما لا يدع مجالًا للشك.. فقد أجمع القاصي والداني على محبتك يا ملك القلوب.. وكانت الجلسة الخاصة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة للتعزية.. وتقديم مندوبي الأمم المتحدة في كلماتهم تعازي دولهم لقيادة المملكة وشعبها.. وحديثهم عن مآثر هذا القائد الفذ لهو دليل واضح وضوح الشمس في رابعة النهار على إجماع الكل على محبتك. نسأل الله العلي القدير أن يغفر لك ويجعل مثواك الجنة.. ونسأله تعالى أن ينير قبرك ويجعله روضة من رياض الجنة.. رحمك الله.. فقد أبكيت الأمة.. يا عبدالله. * المدير التنفيذي للتشغيل بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بالقطاع الغربي
مشاركة :