في الوقت الذي تفاءل فيه عدد من المسؤولين في مكة المكرمة بعودة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أميرا لها.. أكدوا أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة إنجاز للمشاريع التي رسمها الفيصل في المرحلة الماضية مستبشرين بنقلة نوعية في هذا المجال، ومؤملين أن تحظى بعض المشاريع بالأولوية في أجندة الفيصل المقبلة. عضو مجلس الشورى سابقا سليمان بن عواض الزايدي رأى في عودة الأمير خالد الفيصل فرصة كبرى لتحريك عجلة التنمية، وقال: «مما سيختصر الجهد والوقت ويعجل بسرعة بتحريك قطار التنمية في منطقة مكة المكرمة أن الأمير الفيصل عندما يأتي إليها في مشواره الجديد يأتي على دراية كاملة بمشاريع المنطقة العملاقة التي شهد شخصيا انطلاقة معظمها عندما كان أميرا للمنطقة خلال المدة من (١٦/٥/٢٠٠٧ إلى ٢٢/١٢/٢٠١٣م) في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله رحمة واسعة.. والفيصل لم يكن مراقبا على المشاريع في تلك الفترة بل كان صانعا لها ويعتبر المؤسس لها». واليوم يعود بعزم جديد ودعم أكيد من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ليواصل قيادة قطار التنمية بهذه المنطقة الغالية التي يُشكل سكانها أكثر من ٢٦% من سكان المملكة وتستضيف كل عام ما يصل إلى عشرة ملايين من كل بلاد العالم لأداء الحج والعمرة. ومنطقة مكة المكرمة تتفرد بكونها تضم ثلاث مدن مهمة.. بل ثلاث عواصم: مكة المكرمة عاصمة المسلمين ومهوى أفئدتهم، جدة عاصمة الاقتصاد السعودي وعصب حياته، والطائف عاصمة المصائف. هذه الأهمية التي تكتسي بها المنطقة لا تغيب عن فطنة وذهن المخطط والمراقب وصاحب القرار عند اعتماد المشاريع والتسريع بها ومعالجة المتعثر منها. أيضا سيكون ملف هيئة تطوير مكة المكرمة من أبرز الملفات التي تحتاج إلى حلحلة عاجلة فمشاريع الهيئة شبه معطلة والمنفذ منها لا يزيد على 1.5 % كما جاء على لسان أحد مسؤوليها.. والمؤمل أن تنشر الهيئة مظلتها على منطقة مكة المكرمة كاملة حتى يشمل قطار الهيئة التنموي جميع مدن ومحافظات وقرى المنطقة الداخلية الأصغر التي تكون دائماً الأقل حظاً أمام وهج المدن الكبيرة وسيطرتها على تفكير صاحب القرار فتهدر حقوق الأقل وجوداً على الواجهة. من المؤكد أن المشروع الأبرز والأهم على مستوى المملكة هو استكمال منظومة مشروع توسعة الحرم المكي الشريف وفق برنامجه الزمني، والفيصل سيكون اليوم أكثر قربا من هذا المشروع العملاق الذي يحتل أهمية خاصة في وجدان خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- والمؤمل تكثيف المتابعة للبرنامج الزمني لهذا المشروع التاريخي الذي سُرّ وفرح به المسلمون في كل مكان ويتطلعون لاستكماله بشوق ولهفة. بدائل المباني المدرسية المزالة أتوقع أن يكون للتعليم حظ أوفر لدى الفيصل الذي عرف مكامن سلبياته ونقاط ضعفه أثناء تواجده على رأس هرمه وزيرا له على مدى (٤٠٤ أيام) وأبرز مشاكل التعليم في المنطقة أن معدات التوسعات التي شهدتها مدينة مكة المكرمة أخذت في طريقها أكثر من 50 مبنى مدرسيا دون إيجاد البديل وتم تحويل طلاب وطالبات هذه المدارس إلى الدراسة في الفترة المسائية، مما أوقع الضرر على الطلاب والأسر والنظام التربوي وكفاءة الأداء. مشاريع النقل وفي مجال النقل وهو ملف آخر ومعاناة حقيقية يكتوي بها الناس يوميا في المدن الرئيسة بالمنطقة، لقد فرح المواطنون بالاعتمادات الضخمة المخصصة للنقل الحديث لمدينتي مكة وجدة، إلا أنه من المشاريع الحيوية التي تعطل قطارها في حين أن مشروع قطار الرياض الذي تزامن مع مشروع مكة وجدة أصبح على قضبان مساره الصحيح والمنفذة للمشروعين وزارة واحدة وهو غير مقبول منها هذا التأخير رغم وجود الاعتمادات الفلكية لقطاري مكة المكرمة وجدة.. ومن مشاريع النقل المعطلة مشروع مطار القنفذة الذي كثر البحث والحديث حوله منذ أكثر من 20 عاما، وهو مشروع حيوي تنموي له الأولوية في التنفيذ تبعا للزيادة المضطردة في عدد سكان هذه الجهة والمعاناة التي يتكبدونها في سفرهم إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، كما أن الحديث كثر حول النفق المقترح بين مكة والطائف من الملفات المتوقفة رغم أن الدراسات أثبتت جدواه لزيادة انسيابية الحركة واختصار المسافة بين المدينتين. المشاريع المتعثرة ومجلس المنطقة عضو مجلس المنطقة وعضو لجنة المشاريع المتعثرة في الإمارة زياد فارسي قال: «لا شك أن الأمير خالد الفيصل سيواصل مرحلة البناء التي أطلقها في مكة ولكن هناك أمرين في وجهة نظري يحتاجان لمزيد اهتمام.. الأول في دعم الدور الحيوي لمجلس المنطقة ورفع مستوى صلاحيته بما يحقق التطلعات، ومن حسن الطالع أن الأمير هو من أطلق المرحلة الأولى من الدورة الحالية للمجلس وكان يحفزنا للعمل بكل تفان وهو ما يتطلع إليه المجلس في المرحلة المقبلة، أما الأمر الآخر فهو العمل على تقليص نسب المشاريع المتعثرة، وقد رفعنا تقارير خاصة في ذلك وسيتم خلال شهر ونصف الرفع بالتقارير الأخرى، ولا بد أن يكون هناك وقفة صارمة في المشاريع المتعثرة التي تعطل مسيرة التنمية». عضو مجلس المنطقة سابقا والأمين العام للاتحاد العالمي للكشاف المسلم الدكتور زهير حسين غنيم قال: «ليس بغريب على سمو الأمير خالد الفيصل -يحفظه الله- حرصه الشديد على متابعة الأعمال بنفسه شخصيا وبحق أمير مكة ومستشار الملك لديه الكثير من الأمور الهامة والتي تحتاج متابعة دقيقة، ومن أهم الملفات الانتهاء من مشاريع توسعة الحرم المكي، وانتهاء البنية التحتية للمنطقة المجاورة للحرم، لأنني لاحظت وبحق بطئا شديدا في التنفيذ تم متابعة قطار الحرمين ومترو مكة وداخل مكة المكرمة، وهنا يحتاج من سمو الأمير يحفظه الله متابعة الأمور ودراستها بدقة بسبب ما استجد من أعمال مثل انخفاض أسعار البترول والحاجة الماسة إلى توفير المتطلبات الهامة لتنفيذ المشاريع، ولو أن هذا ليس له تأثير كبير لأن الميزانيات معتمدة ومرتبطة عليها من المفترض ولكن يحتاج منه -يحفظه الله- المتابعة والتأكد». أتمنى من سمو الأمير خالد الفيصل أن لا نفتح جبهة جديدة حتى ننتهي من المشاريع التي تم فتحها من طريق الملك عبدالعزيز الموازي وغيرها من الأنفاق والجسور.. ومن هذا المنبر أرفع لسموه الكريم إعادة النظر في شركات تطوير الأحياء «الشعبية»؛ لأن أمانة العاصمة المقدسة همها تنفيذ المشروع وبعض الأهالي ليس لهم صكوك بسبب فقدها منذ سنوات طويلة من أيام الآباء والأجداد وبعضها أوقاف، وبالتالي يكون التعويض قليل جدا، وباسم أهالي مكة نرجو من سموه إنصاف أصحاب المنازل وخاصة التي يسكنها سعوديون بأن يكونوا مساهمين مع الشركة وأن يكون التعويض مجزيا.. أي يكون التعويض على الأنقاض والأرض، بعد هذا كله أرجو من سموه وبصفته كان وزيرا للتربية والتعليم أن يكون هناك نظرة لتوفر الأراضي للمدارس التي هدمت، فمكة المكرمة تعاني من أزمة حادة في إيجاد أراض للمدارس.
مشاركة :