أيمن شكل: أنقذت المحكمة الصغرى المستعجلة الثانية «الدائرة الجعفرية»، سيدة بحرينية بضم حضانة أبنائها لها بعد أن فشلت في إنهاء معاملاتهم في المؤسسات الحكومية، لتغيب الأب الذي هجرهم وغادر البلاد منذ أكثر من 10 سنوات، وقضت المحكمة برئاسة الشيخ حسن بن الشيخ أحمد العصفور، وفي مادة مستعجلة بإثبات إختيار الأبناء الثلاثة لوالدتهم المدعية وانضمامهم إليها والإقامة والعيش معها، مستندةً لتوافر مؤشرات وعلامات البلوغ في الطفل دون سن الـ 15 مما حسم الحضانة لصالح الأم. وقالت وكيلة الأم والمحكوم لصالحها المحامية هدى الشاعر في تفصيل وقائع القضية محل الحكم ، إن موكلتها تزوجت من المستأنف ضده وأنجبت منه على فراش الزوجية ثلاثة أبناء، إلا أنه هجرها منذ قرابة العشر سنين مغادراً لأحد الدول الأجنبية خوفاً من القبض عليه لكونه مطلوبا لدى الجهات الأمنية على ذمة قضايا مطالبات مالية، وترك المدعيّة وأبنائها دون نفقة أو مُنفِق في ظل مجهولية مكان إقامته بالنسبة للمدعيّة. وتمكنت الزوجة من الحصول على طلاق للضرر، لكن المشاكل بدأت حين بدأت في محاولات استخراج أوراق للأطفال الثلاثة، وكان أبسط الأمور هو عدم قدرتها على تجديد بطاقاتهم السكانية لتغيب الأب المفترض فيه الحضانة، وكذلك استحالة توجههم للعلاج في المستشفيات لعدم وجود أوراق ثبوتية، فقررت رفع دعوى مستعجلة لإثبات حضانتها للأبناء. وأشارت المحامية الشاعر في لائحة الدعوى إلى أن غياب الأب لهذه الفترة الطويلة، وطلاق الأم منه بقضاء المحكمة الشرعية، وعدم مطالبته للحضانة، يستوجب أن تصبح الأم هي الحاضنة وهي المتكفلّة بكافة مسؤوليات ومهام الحضانة من حفظ ورعاية وتنشئة وكفالة كافة الحقوق والاحتياجات في مواجهتهم نظراً لغياب والدهم وقيامها بدور الأم والأب في حق أبنائها الثلاثة طيلة السنين الفائتة مما حدا بها للعمل كمنظفة لقضاء احتياجات الأبناء الأساسية . كما أوضحت الشاعر أن البنتين محل اللائحة قد بلغتا سن التخيير بتجاوزهما سن التاسعة وفقاً للقانون وما نص عليه الفقة الجعفري، بيد أن الابن محل اللائحة والأحدث سناً فرغم عدم بلوغه 15 سنة إلا أن القاضي عولّ على توافر مؤشرات وعلامات البلوغ لديه للقضاء بإثبات اختياره لوالدته المدعية ، هذا فضلاً عن كونه في حضانتها الفعلية، وأن الأب الذي يلي الأم في ترتيب الحضانة وفقاً للفقه الجعفري غير متواجد للقيام بواجبات الحضانة، الأمر الذي يتعيّن معه إثبات الحضانة للأم مراعاةً لمصلحة المحضون وحفاظاً عليه من الضياع أو التشتُت عن أخواته.
مشاركة :