في الذكرى السنوية الأولى لغياب الشاعر اللبناني عصام العبدالله، أحد أركان الشعر المحكي اللبناني، أقيم احتفال تكريمي له في المركز الثقافي الروسي في فردان ببيروت، أطلقت خلاله مؤسسة وجائزة باسمه والمجموعة الكاملة لشعر عصام العبدالله مع «سي دي» بصوته وموسيقى مرافقة لزياد الرحباني. قدمت الحفلة التي أقيمت في الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشاعر عصام العبدالله، الكاتبة ريما نجم وألقت قصيدة مهداة إلى عصام العبد الله، ثم كانت كلمات في الراحل، وتحدث مدير عام وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد حول عصام شاعر المحكية. في خلال الحفلة أعلنت سلاف العبدالله، ابنة الشاعر، إطلاق مؤسسة عصام العبدالله التي تُعنى بالشأن الثقافي وبالحفاظ على إرث الشاعر، وأعلن حازم العبدالله الابن الأكبر للشاعر إطلاق جائزة عصام العبدالله للشعر المحكي. ثم قدم فيلم وثائقي تضمن شهادات في عصام العبدالله من أصدقائه، كتاباً وشعراء وصحافيين وفنانين، من بينهم زياد الرحباني، وطلال سلمان، وبول شاوول، وأحمد الزين، وسمية بعلبكي، والياس الديري، وغيرهم. بعد ذلك كانت أغنية كتبها عصام العبدالله عن فلسطين، لحن وغناء أحمد قعبور، وهي الثانية للأخير من شعر عصام العبدالله بعد غنائه المقطع الأول من قصيدة «جبل عامل». سيرة ومسيرة ابن الخيام في جنوب لبنان ولد الشاعر عصام العبدالله في انطلياس، في ضاحية بيروت الشرقية، في 10 فبراير 1941، وعاش في بيروت وكتب لها قصائد. تابع علومه الابتدائية والمتوسطة والثانوية في العاصمة اللبنانية ونال دبلوماً في الأدب العربي في جامعة بيروت العربية. في بداية مسيرته المهنيّة عمل موظفاً في وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية، ثم أستاذاً ثانوياً في مادة الأدب العربي. في أواخر خمسينيات القرن الماضي، انتسب كما أبناء جيله إلى منظمات وأحزاب قومية عربية وراح يكتب بالفصحى قصائد ملتزمة، وموزونة ومقفاة. بعد هزيمة 1967 ترك العمل الحزبي والسياسي وتفرغ للشعر والتدريس والصحافة والإعلام، واختار المحكية لغة تعبير له متأثراً بالشاعرين ميشال طراد وسعيد عقل وبالأخوين رحباني. أدار عصام العبدالله تحرير مجلات عدة، وقدم برنامج «صالون الإذاعة» في إذاعة لبنان، على مدى ست سنوات، استضاف فيه وجوهاً سياسية وثقافية ودينية واجتماعية… كذلك شارك الفنان زياد الرحباني وجان شمعون وآخرين في كتابة وتقديم برنامج «بعدنا طيبين قولوا الله» في الإذاعة اللبنانية خلال الحرب اللبنانية، وفي كتابة برنامج «ابن البلد» مع أحمد الزين في إذاعة «صوت الشعب». أعد عصام العبدالله أيضاً برنامجي «ثقافة وناس» في تلفزيون لبنان و«الليل المفتوح» في تلفزيون المستقبل، وأعدّ وقدم برنامج «نعم ثقافة» على شاشة «أن بي أن». حاز تكريماً من وزارة الثقافة اللبنانية التي انتجت فيلماً وثائقياً عنه عام 1997، ونال «جائزة سعيد عقل» ولقبه الأخير بـ «إله الشعر». أحيا أمسيات شعرية في لبنان وخارجه وشارك في مهرجانات من بينها: جرش والجنادرية ودمشق وغيرها. توفي في 19 ديسمبر 2017، ودفن، بناء على وصيته الوحيدة، في بيروت، المدينة التي عشقها حتى الرمق الأخير. مؤلفات أصدر الشاعر عصام العبدالله ديوانه الأول «قهوة مرة» (دار الفكر اللبناني) عام 1982، وأتبعه بعد 12 عاماً بديوان «سطر النمل» (دار الجديد –1994)، ثم «مقام الصوت» (دار النهضة العربية – 2009). من أشهر قصائده: «سطر النمل» التي أهداها إلى صديقه عاصي الرحباني، «بيروت»، «جبل عامل»، «بوابة الموت»، «صور»، «مريم»، و«مقام الصوت» التي أهداها إلى الشاعر ميشال طراد. غنى له مارسيل خليفة «ما بعرفن» من قصيدة «بو علي». أرفق عصام العبدالله دواوينه بشريط مسجل بصوته وموسيقى مرافقة للفنان زياد الرحباني، وهو أول من استعمل هذا الشكل في لبنان والعالم العربي. الشعر المحكي تهدف إلى تشجيع الشباب على كتابة الشعر وتسليط الضوء على من يستحق منهم. تمنح الجائزة بعد توافق لجنة تحكيم خاصة تتألف في السنة الأولى من خمسة شعراء محكية لبنانيين يُشهد لهم في ميدان الشعر، ويمكن أن تتغيّر سنوياً وليس بالضرورة أن تكون ثابتة، وتتمتع اللجنة بحريّة كاملة. تبلغ قيمة الجائزة مليوني ليرة لبنانية تُمنح سنوياً لأفضل قصيدة وأفضل ديوان شعر. يمكن أن تمنح الجائزة، بشكل استثنائي، لأفضل ديوان (دون منحها لقصيدة) وذلك استناداً إلى المستوى. تتألف لجنة التحكيم من الشعراء: طارق ناصر الدين، د. ابراهيم شحرور، فادي ناصر الدين، د. محمد حمود، وقزحيا ساسين.
مشاركة :