بيروت - نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية الاثنين عن رئيس البرلمان نبيه بري قوله إن هناك أحزابا في البلاد لا تريد تشكيل حكومة جديدة في إشارة إلى عمق التعقيدات التي تعرقل إنجاز الخطوة. وبدت الأسبوع الماضي إمكانية التوصل لاتفاق على حكومة وحدة وطنية جديدة، بقيادة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، قريبة عندما ساعدت جهود وساطة في تذليل العقبات نحو حل آخر مشكلة كبرى كانت تتعلق بالتمثيل السني في الحكومة. لكن تعقيدات جديدة ظهرت يوم السبت. إذ سحب النواب السنة الموالين لحزب الله السبت تأييدهم للمرشح السني الذي اختاره عون وهو جواد عدرا لأنه لم يعتبر نفسه ممثلا حصريا لهم. وقال بري للأخبار "ما حصل يؤكد وجود أطراف لا تريد للحكومة أن تولد بالمطلق". وتعثرت جهود تشكيل الحكومة بسبب المطالب المتصارعة للفصائل والتيارات المتنافسة بالحصول على مقاعد في مجلس وزراء ينبغي تأليفه وفق نظام سياسي قائم على توازن طائفي دقيق. ومنذ تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة قبل أشهر، واجه الحريري عدة عقبات، كان أحدثها قبل أسابيع ما عرف بعقدة تمثيل النواب السُنة الستة المتحالفين مع حزب الله، بوزير في الحكومة. ويرفض الحريري، هذا الطلب، لكون هؤلاء النواب خاضوا انتخابات مايو/أيار الماضي، ضمن كتل حصلت على تمثيلها في الحكومة. وفاز 6 مرشحين سُنة بمقاعد في الانتخابات على قوائم تابعة لحزب الله وأخرى لحركة أمل في المناطق ذات الغالبية الشيعية. وأفرزت الانتخابات التشريعية، التي جرت في مايو/أيار وهي الأولى منذ تسع سنوات، برلمانا مائلا لصالح حزب الله المدعوم من إيران والذي فاز مع حلفائه السياسيين بأكثر من 70 مقعدا من أصل 128 مقعدا. وبعد أكثر من سبعة أشهر منذ إجراء الانتخابات العامة يحتاج لبنان، الذي يعاني من وطأة الديون وانخفاض معدل النمو الاقتصادي، بشدة لتشكيل حكومة لتنفيذ إصلاحات مطلوبة منذ فترة طويلة لوضع الدين العام على مسار مستدام.
مشاركة :