حقق مقاتلو المعارضة السورية أمس تقدماً مهماً، بسيطرتهم على تل استراتيجي قرب حلب بعد هجوم مفاجئ ومنسق شنه عدد من فصائلها أسفر عن مقتل وجرح عشرات من قوات النظام والميلشيات الموالية. وأفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، بأن «الجيش الحر سيطر في شكل كامل أمس على تل المياسات الإستراتيجي المطل على دوار البريج شمال مدينة حلب، الذي كان يحد من حركة الثوار في المنطقة جراء قصف قوات (الرئيس بشار) الأسد المتواصل»، لافتاً إلى أن «الثوار أسروا 15 عنصراً من قوات الأسد بينهم إيرانيون، واستولوا على دبابة وعدد من الذخائر والأسلحة، إضافة إلى مقتل قائد غرفة العمليات في التلة ومعه عشرات من قوات الأسد في المعركة». وبث نشطاء معارضون فيديو ظهر فيه عناصر من القوات النظامية كتب على لباسهم العسكري «رجال النمر»، في إشارة إلى قائد عمليات القوات النظامية العقيد سهيل الحسن الملقب بـ «النمر». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أشار إلى «اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجبهة الشامية والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجيش المهاجرين والأنصار التابع لجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من طرف آخر في منطقة تل الميسات المطل على الفئة الأولى من المدينة الصناعية شرق مناشر البريج، وسط تقدم لمقاتلي الفصائل الإسلامية في المنطقة، بالتزامن مع قصف للطيران المروحي والحربي على المنطقة، ومقتل وجرح ما لا يقل عن 8 عناصر من قوات النظام، بينهم ضابط على الأقل وأسر آخرين، واستشهاد 5 مقاتلين على الأقل من الفصائل الإسلامية والمقاتلة». من جهة أخرى، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة إن «الثوار شنوا هجوماً مفاجئاً على مواقع قوات النظام في تل المياسات قرب المدينة الصناعية من الجهة الشرقية، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، تمكن الثوار خلالها من السيطرة على أجزاء من التل وتدمير دبابة ورشاش ثقيل وخمسة سيارات، إضافةً الى احتجاز 21 عنصراً وقتل حوالي 25 آخرين». ويعتبر تل المياسات ذا موقع استراتيجي مهم، كونه يطل على طريق إمداد النظام، الواصل من قرية الشيخ نجار إلى سجن حلب المركزي وصولاً إلى قريتي سيفات وحندرات، ويؤمن من خلالها النظام الحماية للمدينة الصناعية المجاورة لها. وأضافت الشبكة أن مقاتلات النظام «شنت غارات جوية على نقاط التماس في قرية حندرات، وألقت المروحيات أربع براميل متفجّرة على حيي الإنذارات ومساكن هنانو، ما خلّف أضراراً مادية جسيمة لحقت بالمنازل». وجاء تقدم المعارضة، وفق «الدرر الشامية»، بعدما شن «الثوار هجوماً عنيفاً على ثلاثة محاور في مدينة حلب، استطاعوا من خلالها إحراز إنجاز وُصف بالمهم والاستراتيجي عسكرياً ولوجستياً، ذلك بعد سيطرتهم على أحد أهم التلال شمال شرق حلب. وأوضحت أن «العمل العسكري بدأ ليلة (أول من) أمس، على محاور البريج وقرية البريج والمياسات، حيث شارك في العمل مقاتلو ثلاثة فصائل عسكرية عاملة في حلب، هي جيش المهاجرين والأنصار (جبهة أنصار الدين) والجبهة الشامية وحركة أحرار الشام الإسلامية، حيث بدأت سرايا المدفعية بالتمهيد الناري، فتم استهداف أغلب النقاط المتقدمة لقوات الأسد وتدميرها في شكل كامل». وزادت الشبكة أن ذلك «تزامن مع تقدم المجموعات المقتحمة باتجاه التلة التي تتمركز عليها الآليات والمدافع الثقيلة التابعة للأسد، وفي عملية مباغتة تمكنوا من الوصول إلى ثلاث نقاط هامة، والتي أطلق عليها أحد القادة الميدانيين رأس حربة قوات الأسد في التلة، فدارت اشتباكات استمرت نحو ساعة ونصف الساعة، انتهت بالسيطرة على تلك النقاط بشكل كامل، وقتل العشرات منهم». وأفاد «أبو الليث» التابع لـ «جيش المهاجرين والأنصار»، أن تل المياسات «يعتبر من أهم القلاع التي سيطر عليها الأسد في وقت سابق، كونه نقطة الحماية الأولى لدوار البريج والأطراف الجنوبية الغربية للمدينة الصناعية، وبسيطرة الثوار عليها أصبح الدوار تحت مرمى نيرانهم، ويتيح لهم الضغط على الأطراف الجنوبية الغربية للمنطقة الصناعية». وأشار نشطاء معارضون إلى أن سيطرة المعارضة على تل المياسات أمس ومنطقة المناشر سابقاً «أتاحت للثوار إبعاد نظام الأسد عن حصار حلب، واقتراب الثوار من قطع خطوط إمداد الأسد في المنطقة». وتردد أن «الجبهة الشامية أحكمت قبضتها على مخيم حندرات في الكامل، بعد سيطرتها على كتلة من الأبنية كانت تحت سيطرة النظام داخل المخيم، وذلك بعد معارك عنيفة بين الطرفين». ولم يتم التأكد من ذلك من مصادر مستقلة. اشتباكات قرب دمشق في دمشق، قال «المرصد» إن قوات النظام «فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في مدينتي حرستا شرق دمشق والزبداني شمالها، في وقت نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. وألقى الطيران المروحي عدداً من البراميل المتفجرة على مناطق على مزارع مخيم خان الشيح في الغوطة الغربية، ترافق مع قصف للطيران الحربي على مناطق في المزارع المحاذية لطريق السلام قرب المخيم». وزاد أن ثلاثة من الكتائب المعارضة «قتلوا في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في جرود منطقة القلمون، في حين دارت اشتباكات بين قوات النظام من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف آخر، في محيط إدارة المركبات من جهة مدينة عربين» شرق العاصمة. وفي العاصمة، شنت مقاتلات النظام غارتين على مناطق في حي جوبر بالتزامن مع «تجدد الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من جهة أخرى في حي جوبر». وفي وسط البلاد، ألقى الطيران المروحي «عدداً من البراميل المتفجرة على مناطق في بلدتي اللطامنة وكفرزيتا وقرية الصياد في ريف حماة الشمالي»، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى شن الطيران «غارات على أماكن في منطقة عيدون بالريف الغربي لمدينة سلمية في ريف حماة الشرقي، ترافق مع قصف قوات النظام أماكن في منطقة السطحيات غربي مدينة سملية». وأشار «المرصد» إلى أن مروحيات أقت «براميل» على مناطق في أطراف مدينة معرة النعمان وبلدتي الهبيط والتمانعة وحاجز الخزانات بريف إدلب الجنوبي في شمال غربي البلاد «ما أدى لاستشهاد رجلين في مدينة معرة النعمان، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة تلمنس بريف معرة النعمان». في شمال شرقي البلاد، قال «المرصد» إن الاشتباكات العنيفة استمرت امس «بين تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني الموالية لها من جهة أخرى، في شمال مطار دير الزور العسكري وشمال شرقه، وسط أنباء عن تقدم التنظيم في المنطقة، بالتزامن مع قصف عنيف للطيران الحربي على مناطق في قرية الجفرة ومراكز عناصر التنظيم في محيط المطار، وسط قصف متبادل بين الطرفين، ما أدى إلى مصرع مقاتلين اثنين على الأقل من التنظيم ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها». على صعيد المواجهات قرب عين العرب (كوباني) شمال سورية وقرب حدود تركيا، أعلنت قوة المهام المشتركة في واشنطن (رويترز)، أن القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها نفذت 14 ضربة استهدفت «داعش» خلال 24 ساعة. وأصابت ضربتان وحدات تكتيكية تابعة للتنظيم قرب مدينة عين العرب التي طردت منها ميليشيات كردية مقاتلي التنظيم بمساعدة قوات التحالف. وأضافت قوة المهام المشتركة في بيان، أن ضربتين وقعتا قرب الحسكة في شمال شرقي سورية، واستهدفتا معدات نفطية لـ «الدولة الإسلامية». كما وجهت ضربة أخرى قرب الرقة (شمال شرق) ودمرت سيارات ومبنى. وتابعت أنه في العراق نفذت ضربات قرب بيجي وتلعفر والفلوجة والموصل مستهدفة وحدات تكتيكية وسيارات. وقالت قوة المهام المشتركة إن الضربات الجوية شنت بين صباح الإثنين وصباح الثلاثاء.
مشاركة :