بيروت «الخليج»:انحسرت موجة التفاؤل التي سادت في الايام الماضية بولادة الحكومة اللبنانية قبل عيد الميلاد الذي يصادف اليوم الثلاثاء وطارت عيدية اللبنانيين التي وعدهم بها أهل الحل والربط، وعادت الأمور إلى المربع الأول بعد سحب نواب «اللقاء التشاوري» اسم جواد عدرا من لائحة المرشحين التي تسلمها الرئيس عون على أثر رفضه الانتماء حصراً إلى اللقاء، إضافة إلى الخلاف الطارئ حول تبديل الحقائب في ربع الساعة الأخير، وغابت الاتصالات بين المعنيين حول هذا الملف، وتوالت الاتهامات بالانقلاب على مبادرة الرئيس عون التي تابعها إلى آخر الشوط مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ما جعل الرئيس المكلف سعد الحريري يعبر عن امتعاضه مما آلت إليه الأوضاع عبر الصمت، مغرداً على تويتر بالقول: «لا بد أحياناً من الصمت ليسمع الآخرون»، ما يؤشر إلى الإصرار على أن يكون عدرا من حصة الرئيس هو جزء من معركة محاولة حصول التيار «الوطني الحر» على الثلث الضامن، إضافة إلى التعويض عن ذلك تبديل الحقائب التي سعى إليها الوزير جبران باسيل عبر طرح حصول تياره على حقيبتي الصناعة ووزارة الشباب والرياضة مقابل البيئة والإعلام.وفي هذا السياق، أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن قلقه ممّا آلَ إليه ملف التأليف والتعطيل المفاجئ الذي حلّ به، وقطع كل حبال التفاؤل، مستهجناً الطريقة التي اتّبعها بعضهم في محاولة تمرير توزير جواد عدرا بطريقة تصادره من «اللقاء التشاوري»، معرباً عن خشيته من أن يكون خلف التعطيل شيء كبير حتى الآن لم يتضح، وبالتالي هو أمر أكبر من قصة «اللقاء التشاوري»، وأعمق من الحقائب، مع العلم أنّ موضوع الحقائب كان مُنتهياً منذ زمن طويل والرئيس الحريري نفسه قال إنه لم يعد ينقص شيء سوى أسماء وزراء «حزب الله»، الذي اتهمه بأنه يعطّل تأليف الحكومة لأنه لم يسلّم أسماءه، إلّا أنّ الأيام الأخيرة أكدت أنّ المسألة لا علاقة لها بالحزب ولا بأسمائه، علماً بأنني أنا شخصياً لم أقدّم أسماء وزراء كتلة التنمية والتحرير، مشيراً إلى أنّ الأمور كانت منتهية، ووصلنا إلى وضع على طريقة «قوموا لنهنّئ» اعتقاداً بأنّ الحكومة ستولد في ساعات، لكنّ هذا لم يحصل مع الأسف. أمّا لماذا لم يحصل فهذا ما لم نعرفه. ورداً على سؤال عمّا إذا كان هناك عامل خارجي في تعطيل الحكومة، قال بري: أمام ما نراه وما حصل لا أستبعد هذا الاحتمال، فالمسألة تبدو كبيرة جداً. إلى ذلك، توالت عملية العودة الطوعية للنازحين السوريين أمس بمواكبة الأمن العام اللبناني وبرعايته عبر المعابر البرية في الشمال والبقاع، وعاد مئات النازحين السوريين إلى بلادهم من مختلف المناطق اللبنانية.
مشاركة :