قالت الدكتورة صلوح السريحي لـ «الحياة»: «حين يكرم خادم الحرمين الشريفين شخصية ثقافية، فإنما يكرم بهذا الصنيع جميع المهتمين بالأدب والثقافة. وعبدالفتاح أبومدين خير من يمثل هذه الفئة. فهو شخصية ثقافية نسجت ذاتها، ورسمت خطواتها بقوة وثبات، وكونت لصاحبها ذائقة دربة واسعة، وحساً دقيقاً، ورؤية ثاقبة. هي شخصية الرجل الذي كوّن ذاته بذاته، ليخدم وطناً انتمى إليه وأمة انتسب إليها فكان معها قلباً وقالباً، سعى بثقافته لبناء نسيج اجتماعي وثقافي في وقت شحت فيه موارد الثقافة، فكان صاحب صحيفة أوقف ذاته عليها، فكان المؤسس والمحرر والكاتب وصاحب القلم، حتى غدت بناء متكاملاً. ثم هو رئيساً لنادي جدة الأدبي ولم يكن رئيساً للنادي فحسب وإنما كان شرياناً له ينبض بالعمل والعطاء والحب. ثم هو الناقد الثقافي الذي تكونت عنده ملكة النقد وأدوات الناقد، فقادهما أو قادتاه باحتراف ودقة، فكان ناقداً للأدب شعره ونثره، قديمه وحديثه. هو أهل للتكريم، فقد أسهم من خلال ثقافته التراكمية في بناء الوطن». أما الروائي والقاص خالد اليوسف فيقول: «التكريم هو طبع الكرام. التكريم هو شكر البارزين والناجحين والمميزين، وقادة بلادنا يتوارثون هذا الصنيع وهذه الخصلة الحميدة المجيدة الخالدة، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز الى ملك الحزم والعزم، ونحن نرى ونتابع هذه الأفعال الجميلة: التكريم والتقدير والتحفيز لجميع الناجحين. وإنه ليسرنا جميعاً أن تحتفل قيادتنا بكل مميز وفي جميع المجالات وفي أكثر من محفل، لكي تستمر المنافسة والعطاء للوطن. وشخصياً أفرح وأبتهج بتكريم جميع الرموز الأدبية والثقافية الذين خدموا الوطن منذ نعومة أظفارهم». في حين ذكر الدكتور الشاعر يوسف عارف أن مهرجان الجنادرية «يمثل رمزية ثقافية سعودية بامتياز، فعبر دوراته الثلاث والثلاثين أثبت دوره المتنامي في خدمة الثقافة وتكريم المثقفين الذين كانت لهم عطاءات بارزة على مستوى الوطن. وفي هذا العام تختار الجنادرية ضمن الثلاثة المكرمين، الرائد الأدبي والمثقف اللامع عبدالفتاح أبومدين الذي قضى عمره - المديد إن شاء الله- في خضم الحياة الفكرية والثقافية (كاتباً صحافياً، وناقداً أدبياً ومنشئاً لصحيفتي الأضواء والرائد، ورئيساً لأبرز الأندية الأدبية في المملكة وهو نادي جدة الأدبي الثقافي. كل هذه الفعاليات جعلته يتسيد المشهد الثقافي السعودي أكثر من نصف قرن، وكانت له بصمته الثقافية الأدبية، ما استدعى القائمين على الثقافة في بلادنا ترشيحه ليكون أحد الشخصيات المكرمة في مهرجان الجنادرية ٣٣ عن جدارة واستحقاق، في المجال الأدبي والثقافي وخدمة الوطن في هذه الفضاءات الثقافية. وهنا لا ننسى دور النادي الأدبي في جدة الذي احتفى بهذه الشخصية الثقافية وأفرد لها احتفائية مصاحبة لمهرجان الجنادرية، وهي ندوات ومحاضرات عن هذه الشخصية موزعة على مجموعة من الأندية الأدبية في المملكة، وستكون مشاركتي التي أعتز بها في نادي القصيم الأدبي، في غضون الأسابيع المقبلة. شكراً لمهرجان الجنادرية الذي يؤسس لهذه الفضاءات التكريمية على مستوى الوطن وعلى يد القيادة الرشيدة».
مشاركة :