تطورات مثيرة في واقعة الإرهابي أيمن الجندوبي بعد اختفاء جثته

  • 12/25/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

"أين الجثة؟".. السؤال الذي شغل التونسيين في الساعات القليلة الماضية عند الإعلان عن تصفية الإرهابي أيمن الجندوبي إثر عملية أمنية موسَّعة، لكن في الوقت نفسه اختفت جثته. و"الجندوبي" قيادي بخلية عقبة بن نافع المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة، وتنشط بين جبال جندوبة والكاف والشعانبي بالقصرين، وقد تنقّل منذ أسبوع إلى جبال ساقية سيدي يوسف مع مجموعة أخرى بعد انشقاقه عن بقية خلية عقبة بن نافع قادمًا من جبال جندوبة. البداية، كانت مع إطلاق أجهزة الأمن في تونس عبر وحدات الحرس الوطني عملية أمنية موسَّعة استهدفت مطاردة عددٍ من العناصر الإرهابية بمنطقة ساقية سيدي يوسف التابعة لولاية الكاف (شمال غرب). ونقلت صحيفة الشروق التونسية عن مصدر أمني قوله: إنّ العملية اعتمدت على الجانب الاستخباراتي؛ حيث بلغت معلومات أمنية مفادها نزوع خلية إرهابية تابعة لكتيبة عقبة بن نافع، بعد وجود خلافات بين عدد من قياداتها. وأكّدت المعلومات أنّ الإرهابي أيمن الجندوبي سيقود الخلية من جبل ورغة من ولاية الكاف في اتجاه ولاية جندوبة؛ حيث سيلتقي عناصر أخرى وسيتجه الجميع لولاية القصرين لتنفيذ مخططات إرهابية. وبعد وصول الخلية إلى منطقة حدودية بمنطقة ساقية سيدي يوسف، تمّ اعتراضها ومحاصرتها من قبل وحدات الحرس الوطني وإطلاق النار على عناصرها، بحسب المصدر ذاته. وتمكنت أجهزة الأمن خلال التعامل من تصفية الإرهابي أيمن الجندوبي، لكنّه لم يتم العثور على الجثة، وهو ما أثار العديد من التساؤلات عن كيفية اختفائها من منطقة تشهد مواجهات مسلحة بين الكومندوس التابع للحرس الوطني وبين عناصر خلية إرهابية. وقالت الصحيفة التونسية نقلًا عن المصدر إنّه من المرجح أنّ يكون تم نقل الجثة من قبل عناصر إرهابية كانت بالقرب من مكان المواجهات بين الحرس الوطني وعناصر تابعة لما يعرف باسم كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية. وأضاف المصدر أنّه تمّ أيضًا العثور على أمتعة إرهابيين وبقع من الدماء منتشرة بالمكان الذي شهد تبادل إطلاق النار وهو ما يؤكّد أيضًا وجود إصابات مباشرة في صفوف هذه العناصر. وتابع: "العمليات الميدانية تعرف دومًا عنصر المفاجأة، لذلك نحن لا نفصح نهائيًّا عن النتيجة إلا بعد القيام بعمليات تمشيط داخل مكان المواجهات". وألمحت مواقع تونسية إلى أنّ جثة الجندوبي سُرقت من داخل المستشفى المحلي بساقية سيدي يوسف، لكنّ مدير الصحة بالولاية نفى ذلك، وقائلًا: إنّ هذا الخبر عارٍ من الصحة. وأضاف الراجحي في تصريح إذاعي، أنّ المستشفى المحلي بساقية سيدي يوسف لا يوجد به بيت للأموات (مشرحة)، مشيرًا إلى أنّ كل المستشفيات في ولاية الكاف لم تستقبل جثة الإرهابي الجندوبي. و"الجندوبي" وُلد في 14 أبريل 1985 بولاية الكاف، وصادر ضده 20 قرار ضبط، ومتورِّط في 5 عمليات إرهابية، وكان قد التحق بكتيبة عقبة بن نافع أواخر سنة 2013. ونقلت وسائل إعلام تونسية عن مصدر أمني قوله: إنّ الجندوبي سبق أن بايع تنظيم "داعش"، ويلقب بين العناصر الإرهابية بـ"أيمن الدّب" أو "أيمن دعبس"، وهم مختص في عمليات السرقة والنهب والسطو على المنازل والبنوك لتوفير الأموال للتنظيم الإرهابي. ومن بين العمليات المتورط فيها الجندوبي، كان الهجوم على حافلة عسكرية بجهة نبر بولاية الكاف في 2014، والتي أسفرت عن مقتل أربعة عسكريين وإصابة خمسة آخرين. وكتيبة عقبة بن نافع هي جماعة متطرفة كوَّنها أمير تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود، ويعرف كذلك باسم "عبد المالك دروكدال"، تقودها في الغالب قيادات جزائرية، لكن أبرز عناصرها تونسيون كانوا ينشطون في جماعة "أنصار الشريعة" التي صنّفتها تونس والولايات المتحدة الأمريكية تنظيمًا إرهابيًّا سنة 2013، إلى جانب المقاتلين الجزائريين. ويرجع أصل تسمية هذه المجموعة التي ظهرت في تونس عام 2012، إلى اسم القائد "عقبة بن نافع"- أبرز القادة المسلمين الذين فتحوا بلاد المغرب بما فيها تونس- وتتخذ من الجبال الحدودية بين تونس والجزائر المعروفة بالتضاريس الصعبة والوعرة وكذلك الغابات الكثيفة، مقرًا ومركزًا أساسيًّا لها ومجالًا للتنقل وفضاء للتخطيط والتنسيق بين عناصره في الجانب التونسي والجزائري. ولا يُعرف العدد الحقيقي لعناصر هذه المجموعة، لكن الجيش التونسي أعلن في شهر نوفمبر من العام الماضي، أنّ عدد الإرهابيين المتحصنين بالمرتفعات الجبلية الغربية على الحدود مع الجزائر لا يتجاوز 100 عنصر. وكانت أولى العمليات الإرهابية التي تبنتها هذه الكتيبة في ديسمبر 2012، عندما تم قتل الوكيل بالحرس أنيس الجلاصي في مدينة القصرين. وخلال العامين الماضيين، واجه هذا التنظيم حصارًا شديدًا على معاقله في الجبال، وتعرض لهزائم متتالية، بعد تصفية أغلب قادته ومسلحيه على الأراضي التونسية.

مشاركة :