الخرطوم ـ قال الرئيس السوداني عمر البشير، إن "بعض الخونة والعملاء والمرتزقة والمندسين استغلوا الضائقة المعيشية للتخريب خدمة لأعداء السودان". جاء ذلك في خطاب ألقاه البشير الثلاثاء، أمام تجمع جماهيري في بلدة "ود الحداد" بولاية الجزيرة (وسط)، وفقاً لوكالة السودان الرسمية للأنباء "سونا". واعتبر البشير، "وقوف واحتشاد الجماهير" لسماع خطابه، ردًا على "كل خائن وعميل"، وعلى الذين روجوا وأطلقوا شائعة القبض عليه ووضعه في السجن. وسخر البشير من تلك الشائعة قائلاً "أنا الآن موجود وسطكم"، فيما توعد مطلقيها "بملاحقتهم وإخراجهم"، دون تفصيل. وأكد "مضي الحكومة في إنفاذ مشروعات التنمية والإعمار لصالح المواطنين وإصلاح أحوالهم". فيما دعا مواطني ولاية الجزيرة الذين وصفهم بالمنتجين إلى "الاتجاه للعمل وعدم الالتفات للخونة والعملاء ومناضلي الكيبورد"، دون توضيح. يمة للمواطنين"، في أول تصريح له منذ اندلاع الاحتجاجات المنددة بتدهور الأوضاع الاقتصادية. ويشهد السودان منذ الأربعاء الماضي، احتجاجات منددة بتدهور الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار، اتسعت رقعتها لاحقا حتى طالت 14 ولاية من أصل 18، وأسفرت عن سقوط قتلى. واطلقت قوات الأمن السودانية في الخرطوم الثلاثاء الغاز المسيّل للدموع على مئات المتظاهرين الذين لبوا دعوة إلى مسيرة إلى القصر الرئاسي في اليوم السابع من حركة احتجاج كبيرة. ويشهد السودان احتجاجات في العديد من مدنه بدأت في 19 كانون الاول/ديسمبر بعد قرار الحكومة رفع سعر الخبز ثلاث مرات في بلد يعاني من ركود اقتصادي ويحكمه الرئيس عمر البشير منذ ثلاثة عقود. وقال مراسل الوكالة في الخرطوم إن مئات من المحتجين يتظاهرون في أحد الشوارع الرئيسية في وسط العاصمة السودانية بعدما منعت قوات الأمن كل من حاول الوصول إلى القصر الرئاسي. وتمركزت أفراد الشرطة النظامية ومكافحة الشغب في تقاطعات الشوارع الرئيسية في المدينة وهم يحملون الهراوات، وعلى أسطح البنايات المطلّة على شارع القصر. أفراد الشرطة النظامية ومكافحة الشغب يتمركزون في تقاطعات الشوارع الرئيسية في المدينة وهم يحملون الهراوات وكان "تجمّع المهنيين السودانيين" الذي يضم أطباء ومهندسين ومعلمين وأساتذة جامعات دعا الاثنين في بيان إلى تظاهرة ظهر الثلاثاء نحو القصر الجمهوري "لتسليم مذكرة لرئاسة الجمهورية تطالب بتنحّي الرئيس فوراً عن السلطة استجابة لرغبة الشعب السوداني وحقناً للدماء". وأضاف البيان أنّ التجمّع يقترح إذا ما وافق البشير على التنحّي أن "تتشكّل حكومة انتقالية ذات كفاءات وبمهام محدّدة ذات صبغة توافقية بين أطياف المجتمع السوداني". وأطلق التجمّع نفسه الأحد دعوة إلى إضراب عام لبّاها العديد من القطاعات. وفي بيان صدر مساء الاثنين، أفادت منظمة العفو الدولية أن "37 متظاهراً قتلوا برصاص قوات الأمن خلال خمسة أيام من الاحتجاجات المناهضة للحكومة". وقالت سارة جاكسون مساعدة مدير المنظمة غير الحكومية لمنطقة شرق أفريقيا والبحيرات الكبرى والقرن الأفريقي "إن واقع استخدام قوات الأمن للقوة الفتاكة بدون تمييز ضد المتظاهرين العزل هو أمر مقلق للغاية". وفي تصريحات السبت، قدّر زعيم حزب الأمة الرئيسي المعارض الصادق المهدي أن العدد يصل إلى 22 قتيلاً، وشجب "قمع الجيش" للتظاهرات. وتابع أن "هذا التحرك مشروع قانونا" ومرتبط "بتردي الأوضاع"، مؤكدا أن "هذه التحركات ستستمر والناس يحركها تردي الخدمات". ودعا المهدي الى "نظام جديد برئاسة جديدة".
مشاركة :