الخرطوم ـ أكد الحزب الحاكم بالسودان، فجر الجمعة، أن التخريب والتدمير للممتلكات العامة والخاصة الذي تم في الأحداث الأخيرة، تصرفات خارجة عن القانون والأعراف. جاء ذلك في تصريح صحفي لفيصل حسن إبراهيم، مساعد الرئيس عقب اجتماع للمكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني، برئاسة عمر البشير. وأوضح فيصل أن المكتب القيادي، اطلع على الموقف السياسي والامني بالبلاد، ومدى توفر السلع الأساسية. وقال إن "التخريب والتدمير والنهب الذي تم للممتلكات العامة والخاصة في الأحداث الأخيرة خارج كل أطر القانون والاعراف السودانية". وأضاف " أن المكتب القيادي للحزب يأسف لفقدان بعض الأرواح من المواطنين والشرطة جراء الأحداث". ودعا مساعد البشير، المواطنين لتفويت الفرصة على من يريد ان يستغل هذه الفرصة لزعزعة استقرار البلاد واهدار مواردها. كما دعا القوى السياسية الوطنية لـ"تضافر الجهود وتعزيز التسامح والسلام والاستقرار، ومبدأ التداول السلمي للسلطة كمرجع يعزز روح العمل الديمقراطي". والخميس، أعلنت الحكومة، أن عدد قتلى الاحتجاجات في البلاد 19، بالإضافة إلى إصابة 187من القوات النظامية، و219 مدنيا. فيما قالت منظمة العفو الدولية الثلاثاء الماضي، أن عدد القتلى وصل 37. ومنذ 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، شهدت 13ولاية احتجاجات منددة بالغلاء ومطالبة بإسقاط النظام. ويشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو سبعين في المئة وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأميركي وبقية العملات الأجنبية. ويبلغ سعر الدولار الرسمي 47.5 جنيهاً فيما يرتفع في السوق الموازية إلى 60 جنيهاً. ويعاني 46 بالمائة من سكان السودان من الفقر، وفق تقرير أصدرته الأمم المتحدة سنة 2016. في غضون ذلك، تلقت السلطات في الخرطوم دعم القاهرة مع تأكيد وزير الخارجية المصري سامح شكري الخميس في ختام لقائه الرئيس عمر حسن البشير أن "أمن واستقرار السودان من أمن مصر واستقرارها". وقال شكري في مؤتمر صحافي أن بلاده "تثق في أن السودان سيتجاوز الظروف الحالية"، وذلك في تصريحات هي الاولى لمسؤول عربي دعما لحكومة البشير منذ بدء التظاهرات في 19 كانون الأول/ديسمبر الجاري. وأضاف أن مصر "دائما على استعداد لتقديم الدعم والمساندة للسودان وفق رؤية الحكومة السودانية وسياساتها". وعقد شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل مباحثات ايضا مع عدد من المسؤولين السودانيين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ في بيان أنّ المسؤولَين المصريَّين سيشاركان "في الاجتماع الرباعي الثاني على مستوى وزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات بمصر والسودان". وكان اجتماع رباعي مماثل عقد في الثامن من شباط/فبراير 2018 في القاهرة ومهّد لعودة السفير السوداني إلى القاهرة الذي كانت الخرطوم استدعته اثر توتر العلاقات بين البلدين بسبب خلافات حول العلاقات والملفات الاقليمية. وتأتي زيارة المسؤولين المصريين للخرطوم في أعقاب تحول الاحتجاجات إلى مواجهات دامية بين شرطة مكافحة الشغب والمتظاهرين الغاضبين جراء رفع اسعار الخبز ثلاثة اضعاف.
مشاركة :