يوسف أبو لوز من أبرز إصدارات مشروع «كلمة» في أبوظبي في العام 2018 سلسلة عناوين في ثلاثة حقول هي السينما، والمسرح، والموسيقى (الثقافة الفنية العالمية في القرن العشرين)، والكتاب الذي نقله إلى العربية عماد محمود طحينة موسوعة شاملة لهذه الفنون الثلاثة التي ازدهرت في القرن الماضي، وأكثر من ذلك هي فنون تبدو من شجرة واحدة، فالموسيقى على سبيل المثال حاضرة في السينما وفي المسرح، وأحياناً، يستفيد المخرج المسرحي من تقنيات المخرج السينمائي، وفي الإطار العام لهذه الفنون الثلاثة نجد لغة فنية مشتركة سواءً في الثقافة العامّة لهذه الفنون، أو في التأريخ لها، أو في المصطلحات التي خرجت من التنظير للسينما والمسرح والموسيقى.الكتاب الأول المتعلّق بفن السينما من تأليف الباحثة الروسية لودميلا باجينوفا، ويبدأ من سينما الأخوين «لوميير»، ويغطّي سينمات إنجلترا، وأمريكا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وروسيا انتهاءً إلى السينما في بداية الألفية الجديدة 2001 - 2006. بهذه التغطية الزمنية تكون المؤلفة قد استعرضت نشأة وتطور فن السينما، وقرأت رموزه اللّافتة في القرن العشرين، فالكتاب كما جاء التعريف به.. «.. قاعدة معلومات مدعومة بالصور عن أهم الأحداث السينمائية، والأفلام العالمية منذ اختراع السينما والأفكار والأسماء والتيارات الفنية منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى عام 2006».ترى الباحثة أن السينما فن جديد في القرن العشرين، وتربط هذا الفن الذي يعتمد على أكثر من عنصر بحيث أصبح صناعة عالمية بالمستوى العالي من التطور التقني الذي شهدته أوروبا في الثلث الثاني من القرن التاسع عشر، وفي هذا الاستعراض التاريخي سنتعرّف إلى أعلام سينمائيين عرفوا في ما يمكن أن يُسّمى «طفولة السينما» في بداياتها الأولى مثل إميل رينو والأخوين اوغست ولوي لوميير، وجورج ميلييه الذي صَوّر، كما تقول المؤلفة باجينوفا 60 فيلماً بطول 20 متراً في العام 1897. الكتاب المتعلّق بالموسيقى وضعه روسيّان أيضاً «ن. كورتشان» و«إ. روبنشتين»، ويغطي موسيقات: النمسا، وألمانيا، وفرنسا، وإسبانيا، واسكندنافيا، وإنجلترا، والولايات المتحدة، وروسيا، ومن المهم الإشارة إلى ملاحظة المؤلفين وهي أن الهدوء السياسي، والاستقرار السياسي يساعد على الازدهار الثقافي ليس في الحضارة الأوروبية فقط، بل، وفي كل حضارة، والموسيقى لغة كونية في «أبجدية» عالمية واحدة، ومن أعلامها الأوائل كما يخبرنا الكتاب: الموسيقار النمساوي غوستاف مالر 1860-1911، والموسيقار النمساوي من أصل سلوفيني هوغو وولف 1860 - 1903، والموسيقار الألماني ريتشارد شتراوس 1864 - 1949. كتاب المسرح وضعته الرّوسية لودميلا نيكراسوفا.. تركز فيه على تاريخ بدايات الإخراج المسرحي الرّوسي، ولكنها في الوقت نفسه تقرأ مسرح كل من: جورج برنارد شو، ومسرح صموئيل بيكيت، ومسرح يوجين يونيسكو ومسرح برتولت بريخت وغيرهم، ومن حسن حظ المثقف العربي أنه قرأ هذه التجارب المسرحية بالعربية.مشروع كلمة في أبوظبي يصل إلى العنوان رقم 1000 في العام 2019 مطلّاً بذلك على حضارات وثقافات العالم في الشعر، والرواية، والمسرح، والسينما، والموسيقى. yabolouz@gmail.com
مشاركة :