بتول شبرلا بد من أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي قوي جداً، حيث تداول انتشار -بشكل كبير- مقطع مسرب لفيديو منقول من التجربة السعودية والتي تحاكي تجربة بناء نموذج منزل مصغر بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد محاكاة لصناعة والثورة التكنولوجية الصينية في إيجاد حلول إسكانية تخدم الفرد، خصوصاً أن هاجس كلفة البناء الباهظة مازالت تؤرق الفرد والمستثمر وأيضاً القطاع الحكومي المتبني للمشكلة الإسكانية.تتداول فكرة الفيديو بافتتاح وزارة الإسكان السعودية المجال أمام وسائل الإعلام والجمهور لمشاهدة تجربة أول منزل في الشرق الأوسط باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تعد الأحدث من تقنيات الجيل الرابع لطرق البناء الحديثة؛ إذ تم بناؤه في 25 ساعة على يد 4 سعوديين وخبيرَيْن أجنبيَّيْن.هناك أسباب أكثر من أن يسعنا ذكرها هنا، تدفع بهذا الاتجاه حتى لو كان هذا البناء يقل مميزاته عن مثيله من البناء بالخرسانة المسلحة وهياكل الحديد، لكن لعل أهم وأبرز هذه الأسباب هي الكلفة العالية لمشاريع البناء خاصة تلك المخصصة لمحدودي الدخل والمدة الطويلة التي تتطلبها هذه المشاريع، بالإضافة إلى العائد من الاستثمار القليل نسبياً.محدودية مميزات الطابعات ثلاثية الأبعاد لا يمكن أن توثر سلباً على الأسواق المحلية إنما تفتح خياراً جديداً للفرد عبر تأهيل عقاره الخاص بمنزل بمساحة صغيرة يسد احتياجه الأساسي فترة لا بأس منها من الزمن وفق ضمانات المصنع المختص ليكون خياراً ذكياً للهروب من النفقات العالية لمقاولي البناء والكلفة العالية لمكاتب الهندسة والفائدة البنكية بالإضافة إلى قيمة الإيجار للسكن البديل، وكل ذلك بسعر سيارة متوسطة التكاليف، إذا صحت التقارير والمعلومات الأولية للكلفة، وهو ما يرفع طموح الفرد من خلال إعادة النظر في شراء مساحة أكبر من الأمتار التي تلبي ميزانيته وخفض ميزانية البناء أكثر بكثير وإعادة استثمار البناء في وقت لاحق بعد تطور مستوى الفرد الاقتصادي، حيث لا يمكن أن نعيش عشرين سنة لاكتمال ميزانية حلم "بيت العمر" وهو التعبير البحريني الدارج.إن المنازل ثلاثية الأبعاد -حتى لو كانت وفق الدور الواحد- ستغير ملامح السوق البحرينية بإيقاف خطة تقسيم الأراضي وجعلها أشبه بخنادق محكمة وتشجع البناء الأفقي أكثر من العمودي، مما يتيح إرجاع سعر الفوت المربع لتماسكه وفق خطه ثبات الأسواق بدلاً من الانهيار، كما تعيد توازن العرض والطلب بالإضافة إلى إعادة تكرار تجارب البناء في العشرين سنة القادمة لمرتين على الأقل، وبالتالي تنشط مردود حركة التعمير بمقاولين ومتعهدين أكثر ذكاء وكفاءة مهنية.إذا كان هناك توجه لتبني أي نوع من الصناعات الجديدة لثورة البناء على المستوى الحكومي متمثلة في وزارة الإسكان أو قطاع رجال الأعمال والمصانع الصغيرة، فنحن واجبنا كمتعهدي قطاع مقاولات البناء والتطوير، التعهد بمواكبة تلك التكنولوجيا.مجموعة غلوبال كندور لإدارة مشاريع البناء
مشاركة :