أصدر الباحث " سامر إلياس" كتابًا بعنوان "كنائس الموصل التاريخ والألم"، استعرض فيه ما تعرّضت له المدينة من دمار على يدّ تنظيم "داعش"، مطالبًا السلطات العراقيّة على بذل المزيد من التخصيصات الماليّة لإعادة إعمار هذه الكنائس.وقال فى كتابه حول ملف إعادة بناء الكنائس المدمّرة أنّ كنيسة واحدة تمّ تأهيلها في مدينة الموصل، وهي كنيسة مار بولس الكلدانيّة في حيّ المهندسين، وتبنّت إعمارها البطريركيّة الكلدانيّة، بالتّعاون مع مؤسّسة إيطاليّة.وأضاف: هناك سعي حاليّ إلى تبنّي منظّمة اليونسكو إعمار كنيستين من كنائس الجانب الأيمن من الموصل، وهما كنيستا الآباء الدومنيكان المعروفة بكنيسة الساعة وكنيسة الطاهرة وتتبع طائفة السريان الكاثوليك".واستطرد: ليست وتيرة الإعمار البطيئة للغاية هي التي تثير القلق فحسب، بل محدوديّة تأثيرها على عودة المسيحيّين إلى الموصل، فعلى سبيل المثال، رغم إعمار كنيسة مار بولس الكلدانيّة، لكنّها بقيت مهجورة، ومن دون مصلّين.وتناول الكاتب ممارسات سلبيّة أخرى- بحسب تعبيره- تثير غضب المسيحيّين مثل استغلال تدمير الكنائس لتحويلها إلى مكبّ للنفايات، وعدم احترام خصوصيّتها الدينيّة، لافتًا في هذا السياق إلى قيام مطرب موصليّ بالغناء في كنيسة أثريّة، وهذا يتنافى مع قدسيّتها، فهي ليست بيت طرب موصليًّا قديمًا أو قاعة لإحياء حفلات.وتطرق " إلياس" إلى الخلافات بين الكنائس ففى الوقت الذى تشجّع الكنيسة الكلدانيّة على العودة الفوريّة للمسيحيّين إلى الموصل، تطالب طائفة السريان الأرثوذكس بضمانات دوليّة لعودة المسيحيّين إلى مناطقهم، أمّا السريان الكاثوليك الذين يتركّزون خارج الموصل، وبشكل خاص في سهل نينوى، فإنّ وضعهم أقلّ تعقيدًا.
مشاركة :