صدر حديثا للدكتور بيوس قاشا خوري النائب الأسقفي العام لأبرشية بغداد للسريان الكاثوليك كتابا بعنوان "في العراق.. المسيحيون أصلاء وشهداء.. مضطَهدون ومهجَّرون".وتحمل صفحة إهداء الكتاب عربون وفاءٍ لدماء الضحايا والشهداء الأبرياء إذ يقول بيوس: "إلى الذين جبلوا ذرات تراب الوطن بدمائهم الزكية، والذين علّمونا أن الحياة بعطائها وليس برحيلها، الذين رسموا لنا حبّ الوطن في مسيرة الإيمان، الذين صبغوا مسيرة حياتنا بوسمٍ لا يمحوه الزمن".ومن مقدمة الكتاب، نقرأ؛ "لقد سلطنا الضوء على ما يعانيه المسيحيون منذ سنين طويلة وخاصة منذ العام 2003 وإلى اليوم بسبب تنظيم داعش والإرهاب والإضطهاد، وفرض الشريعة بمعايير إبادة المكوِّن الأصيل والأساسي لبلدان الشرق الأوسط ولدى الشعوب العربية لإيقاف مسيرة البناء والحضارة والثقافة التي يحملها هذا المكوّن الأساسي في المجتمع.ويتابع: "المسيحيون هم جزء أصيل من مكونات المجتمع العراقي، ويشكّلون عاملًا حيويًا في نسيج مجتمعه المتنوع، وهم يعتزّون بجذورهم وتاريخهم الموغَل بالقِدَم والعائد إلى الحضارات العريقة للسومريين والآكديين والآشوريين والبابليين. وفي ظل فقدان المسيحيين قوتهم الاقتصادية والعلمية وأدوات مقومات تميّزهم في العراق، يبقى خيار بقائهم في العراق خيارًا عربيًا إسلاميًا لأن ذلك يقترن بإرادة الغالبية وليس بإرادة المسيحيين الذين لا حول ولا قوة لهم.".أما في خاتمة الكتاب فقد كتب المؤلف: "الآن وبعد تحرير أراضينا في سهل نينوى فإن وفاءنا للتاريخ يدعونا إلى أن نعود إلى قرانا ومدننا لنبني ما دمّره الدواعش المجرمون وما سرقوه ونهبوه، فلم ينج منهم لا البشر ولا الحجر، وعودتنا هي رسالة سامية نحملها لأجيالنا، فأرضنا مقدسة واجبنا حمايتها وليس تركها والرحيل عنها. ولنعلن أمام الملأ إننا كنا وسنبقى بعون المسيح الحي الذي قال:لا تخافوا، ها أنا معكم حتى انقضاء الدهر".
مشاركة :