موسكو - قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء إن روسيا قد تنشر أول مجموعة من الصواريخ ذات القدرات النووية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بخمس مرات أو أكثر في العام المقبل، موضحا أن الخطوة تعني أن بلاده أصبح لديها الآن نوعا جديدا من الأسلحة الإستراتيجية. وكان بوتين يتحدث بعد إشرافه على ما وصفه الكرملين بأنه اختبار ما قبل النشر لنظام صاروخي جديد باسم أفانغارد. وقال في اجتماع مع الحكومة "الاختبار الذي انتهى لتوه استكمل بنجاح تام". وأضاف "اعتبارا من العام المقبل 2019 ستحصل القوات المسلحة الروسية على النظام الاستراتيجي الجديد العابر للقارات أفانغارد. إنها لحظة مهمة في تاريخ القوات المسلحة وفي تاريخ البلاد. روسيا حصلت على نوع جديد من الأسلحة الإستراتيجية". وقالت روسيا إن النظام الصاروخي الجديد وهو واحد من عدة أسلحة أعلن بوتين عنها في مارس/آذار، قادر على المناورة بدرجة كبيرة مما يمكنه بسهولة تجنب أنظمة الدفاع الصاروخية. وشاهد بوتين الاختبار عن بعد اليوم الأربعاء من مبنى وزارة الدفاع في موسكو. ووصف الكرملين الاختبار في بيان قائلا إن صاروخ أفانغارد الذي أطلق من موقع في جنوب غرب روسيا أصاب بنجاح هدفا في أقصى شرق روسيا. وأعلن عن مجموعة من الأسلحة الجديدة في مارس/آذار منها الأفانغارد في أحد أكثر أحاديثه ميلا للقتال في سنوات قائلا إنها يمكنها أن تصيب أي نقطة في العالم تقريبا كما يمكنها الإفلات من الدرع الصاروخية الأميركية. ورحّب الرئيس الروسي بإنجاز التجارب على صاروخ أسرع من الصوت قال سابقا إنه سيجعل أنظمة الدفاع الصاروخية الحالية عديمة الفائدة. ويأتي إعلان بوتين في ذروة التوتر مع الولايات المتحدة التي سبق وأن حذّرت من روسيا من تطوير صواريخ بعيدة المدى. وقال الرئيس الروسي خلال لقاء مع وزراء في الحكومة "بناء على تعليماتي، أعدت وزارة الدفاع هذه المنظومة وأجرت تجربة نهائية لها. وقد أنجز ذلك للتو بنجاح مطلق". وأعلن أيضا أن "روسيا تمتلك نوعا جديدا من الأسلحة الإستراتيجية"، مضيفا أن منظومة أفانغارد العابرة للقارات ستكون جاهزة اعتبارا من 2019. وأبلغ الكرملين وكالات الأنباء الروسية أن التجربة أجريت في أقصى شرق كامتشاتكا وقد تابعها بوتين من مركز التحكّم التابع لوزارة الدفاع. وكان بوتين كشف النقاب عن قدرات منظومة أفانغارد خلال خطابه السنوي في مارس/آذار حين قال إنها ستكون جزءا من جيل جديد من الأسلحة التي "لا تقهر". وقال بوتين حينها إن الصاروخ قادر على التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت بعشرين مرة وعلى تعديل مساره صعودا ونزولا ما يعني أنه سيكون قادرا على تخطي الأنظمة الدفاعية. وتأتي التجربة الأخيرة للصاروخ بعد إعلان ترامب أنه ينوي الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى والموقعة إبان الحرب الباردة. وأعد بوتين خططا لتطوير صواريخ تحظرها المعاهدة في حال انسحبت منها الولايات المتحدة. ويعتبر المسؤولون في الحلف الأطلسي أن المنظومة الصاروخية الروسية الجديدة "أس أس سي 8" تشكل تهديدا فعليا بسبب مداها. وفي مطلع ديسمبر/كانون الأول، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن هذه الصواريخ قادرة على ضرب مدن أوروبية خلال دقائق بعد إطلاقها من أراض روسية، كما أنه يمكن تحميلها رؤوسا نووية. وهدف روسيا من إنشاء هذه المنظومة الصاروخية الجديدة مزدوج من الناحية الإستراتيجية، إذ يستهدف بث الفرقة بين الولايات المتحدة والأوروبيين والتسبب بانقسام الأوروبيين بشأن كيفية الرد على هذه المنظومة، حسب ما أفادت مصادر الأطلسي. وجه الحلف الأطلسي (الناتو) قبل أسابيع إنذارا مدته 60 يوما إلى روسيا لكي تلتزم ببنود معاهدة العام 1987 حول الحد من الأسلحة النووية المتوسطة، حيث أن الحلف يعتبر أن موسكو خرقت المعاهدة بإقامة وتطوير منظومة صاروخية جديدة. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حينها في ختام اجتماع مع نظرائه في الحلف الأطلسي في مقر الحلف في بروكسل "تعلن الولايات المتحدة اليوم أن روسيا خرقت المعاهدة وسنعلق الالتزام بما يتوجب علينا فيها لمدة 60 يوما، ما لم تتقيد روسيا بالتزاماتها بشكل يمكن التحقق منه". وأصدر الناتو بيانا اتهم روسيا بخرق المعاهدة وبالمسؤولية عن التسبب بمخاطر كبيرة على أمن الدول الأوروبية في حلف الأطلسي.
مشاركة :