شهد العام 2018 عرض العديد من الأعمال اللبنانية ذات الطبيعة المحلية إلى جانب عدد من الأعمال المشتركة التي ساهم فيها نجوم وفنيون سوريون إلى جانب اللبنانيين. ومن بين النجوم السوريين البارزين الذين كان لهم حضور لافت هذا العام على سبيل المثال يأتي النجم عابد الفهد، وكذلك تيم حسن وقيس الشيخ نجيب وباسل خياط والذين تولوا بطولة أربعة أعمال درامية كان لها نصيب وافر من النجاح والإقبال الجماهيري والجدل أيضا. كما أتيحت الفرصة هذا العام لظهور عدد من النجمات اللبنانيات اللاتي تصدرن أدوار البطولة رغم خوضهن مجال التمثيل لأول مرة، هذه النجمات الجديدات دخلن مجال التمثيل اعتمادا على حضورهن كنجمات في مجالات أخرى، وستشهد المواسم المقبلة بلا شك مشاركات أخرى لهن لتتأكد نجوميتهن الدرامية أو يعدن خائبات إلى نشاطهن السابق، كعارضة الأزياء ومقدمة البرامج دانييلا رحمة في مسلسل “تانجو”. يذكر أن دانييلا رحمة قد خاضت تجربة البطولة مرة أخرى في مسلسل “بيروت سيتي” الذي تم عرضه في موسم الخريف من هذا العام. وإلى جانب رحمة شاركت النجمة اللبنانية شيراز كبطلة في مسلسل “موت أميرة” والذي تعمل حاليا على إنجاز الجزء الثاني منه، وفي الجزء الثاني من مسلسل “الهيبة” كان لنا لقاء مع فنانة أخرى تخوض أولى خطواتها في مجال الدراما التلفزيونية، وهي النجمة فاليري أيو شقرا، التي تستعد حاليا لتصوير ثاني أعمالها، وهو مسلسل “مافي” والمنتظر عرضه في رمضان القادم.وشهد العام 2018 كذلك استكمال الأجزاء المتبقية من الأعمال الدرامية التي عرضت أجزاؤها الأولى في العام الماضي، كمسلسل “الهيبة” و”طريق” و”البيت الأبيض” الذي عرض بجزأيه في 2018. أما السمة الأبرز فقد تمثلت في استمرار التنافس بين القنوات اللبنانية المحلية حول الكثير من التفاصيل المتعلقة بعرض الأعمال الدرامية، كمواعيد العرض ونسب المشاهدة أو الـ”رايتينغ”، ووصل الخلاف والتنافس بين هذه القنوات إلى حد الشتائم والتراشق الإعلامي في الكثير من الأحيان، ويمكننا أن نقول إن عام 2018 كان عاما مزدهرا بحق للإنتاج الدرامي اللبناني، لما تميز به من تنوع في محتوى الأعمال التي تم عرضها. ومن بين أبرز المسلسلات اللبنانية التي عرضت في بداية هذا العام يأتي مسلسل “كل الحب كل الغرام”، وهو آخر النصوص التي قدمها الكاتب اللبناني مروان العبد قبل رحيله المفاجئ، والمسلسل من إخراج إيلي معلوف، وبطولة كل من باسم مغنية وكارول الحاج. ويضاف مسلسل “كل الحب كل الغرام” إلى طائفة من الأعمال الدرامية التي تناولت فترة الانتداب الفرنسي في لبنان ونظام الاقطاعيات، وهي فترة تاريخية ذهبية مليئة بالصراعات والأحداث على الصعيد الاجتماعي والسياسي اللبناني. وفي هذه الأعمال تمثل الوقائع التاريخية إطارا عاما للأحداث وليست محورا رئيسيا لها، لذا يتم تصنيفها غالبا كدراما اجتماعية ذات إطار تاريخي، إذ تتشابك القصة والخيوط الدرامية للعمل مع تلك الأحداث التاريخية لتمثل دافعا دراميا لتصاعدها. وخلافا لمسلسل “كل الحب كل الغرام” يأتي مسلسل “ثورة الفلاحين” بين أبرز الأعمال التي تنتمي إلى تلك النوعية التاريخية، وعرض المسلسل في موسم الخريف من هذا العام بعد طول انتظار وتأجيل مستمر بلا أسباب معلنة، وهو من إخراج فيليب أسمر وكتبت له السيناريو كلوديا مارشليان، وشارك فيه باسم مغنية وورد الخال ومجموعة كبيرة ومتميزة من النجمات والنجوم اللبنانيين.والمسلسل واحد من الإنتاجات الضخمة ذات الكلفة العالية، وهو يضع الدراما اللبنانية على خط الإنتاجات التاريخية ذات الطبيعة المميزة اعتمادا على كوادر لبنانية خالصة. ومن بين الأعمال التي اتسمت بكلفتها العالية أيضا وحظيت كذلك بمساحة وافرة من الجدل والنقاش حول محتواها يأتي الجزء الثاني من مسلسل “الهيبة” والذي عرض تحت عنوان “الهيبة – العودة” للمخرج سامر برقاوي وتأليف هوزان عكو. ويدور المسلسل حول صراع النفوذ على تجارة السلاح والتهريب، وقد جرت أحداث المسلسل في مناطق الحدود بين سوريا ولبنان وشاركت فيه الفنانة نيكول سابا أمام النجم تيم حسن. ويأتي كذلك الجزء الثاني من مسلسل “الحب الحقيقي” بين الأعمال البارزة التي عرضت خلال هذا العام، نظرا للنجاح الجماهيري الذي حظي به على الصعيد المحلي في لبنان، والمسلسل من بطولة باميلا الكيك ونيكولا معوض، ومن إخراج جوليان معلوف. وفي إطار من الرومانسية كان لنا لقاء مع عدد لا بأس به من الأعمال الدرامية، أول هذه الأعمال هو مسلسل “طريق” من بطولة الفنان اللبناني عابد فهد والنجمة نادين نسيب نجيم، وإخراج رشا شربتجي. وكذلك مسلسل “حبيبي اللدود” الذي يدور حول ابنة زعيم سياسي لبناني تقع في حب شاب ينتمي إلى حزب معاد لوالدها، ويشارك فيه كل من يورجو شلهوب وجوانا حداد. أما عشاق الكوميديا الخفيفة فكان لهم موعد مع مسلسل “دورة جونية جبيل” من بطولة دانا حلبي وطوني نصير، وهو من تأليف وإخراج علا حيدر. وبين الرومانسية والكوميديا الخفيفة طالعتنا الفنانة اللبنانية ماجي بوغصن بمسلسلها “جوليا”، والذي تدور أحداثه حول امرأة مصابة بتعدد الشخصيات، وحين تلجأ إلى طبيب نفسي من أجل معالجتها يشتبك الاثنان معا في علاقة معقدة تشكل أحداث المسلسل، وهو من إخراج إيلي معلوف وتأليف مازن طه. ودور ماجي بوغصن في هذا المسلسل يعد واحدا من بين أفضل الأدوار التي قدمتها خلال السنوات الأخيرة في ساحة الدراما اللبنانية، وقد حظي المسلسل بنجاح على الصعيد اللبناني والعربي أيضا، فقد تم بثه في أكثر من فضائية عربية، فضلا عن الفضائيات اللبنانية.
مشاركة :