رفعت السلطات الإندونيسية، أمس الخميس، مستوى التأهّب لمواجهة بركان «أناك كراكاتاو» بعدما استمر في قذف كتل من الرماد، وأمرت جميع الرحلات الجوية بالابتعاد تماماً، بعد أيام من مقتل 430 شخصاً، على الأقل، في «تسونامي» مدمر.وتتخوف السلطات من حدوث موجات مد مميتة في حال ثوران بركان «أناك كراكاتاو» الذي يعني بالمحلية «كراكاتاو الصغير». ورفعت مستوى التأهّب إلى «عال»، وهو ثاني أعلى المستويات، في وقت طلبت فيه هيئة الطيران المدني من الطائرات تفادي أجواء المنطقة. وحددت السلطات الدائرة المحظور الاقتراب منها حول البركان بخمسة كيلومترات، وحضت السكّان على الابتعاد عن الساحل. وقال مسؤولون في الهيئة الجيولوجية: «منذ 23 ديسمبر/ كانون الأول لم يتوقف النشاط. نتوقع تفاقم الثوران».وأرجع خبراء الكارثة الإنسانية إلى حدوث ثوران متوسّط للبركان، أدى الى انهيار أرضي تحت سطح البحر، مسبباً موجات مدّ عالية.واستمر البركان في قذف كتل من الرماد الخميس، في حين اجتاحت حمم نارية منحدراته، ما يزيد من مخاطر الملاحة قربه.وحذرت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث في إندونيسيا من خطورة الوضع، وقالت: «هناك خطر أكبر لحدوث ثوران»، مؤكدة «يمكن أن يصاب الناس بحجارة حارقة، وتدفقات حمم بركانية، ورماد كثيف». وقال مسؤول في مرصد كراكاتوا: «رفعنا مستوى التأهب بسبب حصول تغيّر في خصائص الثوران».وثورة البركان مستمرة على نحو متقطع منذ يوليو/ تموز الماضي، لكنه نشط بشكل أكبر منذ الأحد الماضي، ويقذف حمماً وأحجاراً، وينفث سحباً هائلة من الرماد إلى ارتفاع يصل لثلاثة آلاف متر في السماء الغائمة. ولا تشكّل سحب الرماد في حدّ ذاتها خطراً على المدن في المنطقة، لأنّ البركان عبارة عن جزيرة تقع وسط مضيق بعيداً عن المراكز السكنية. لكنّ تغيير مستوى التأهّب أثار مخاوف بين السكان الفزعين أصلاً من فكرة العودة إلى ديارهم. وقال يوجي سوجيارتي، وهو طبّاخ بفندق في كاريتا التي تضرّرت كثيراً: «هذا يقلقني. لقد أخليت المكان». وشمل الإخلاء نحو 22 ألف شخص إثر التسونامي. وتم إيواؤهم في ملاجئ طارئة.وقالت وكالة «إير ناف» الحكومية التي تراقب الملاحة الجوية في بيان «غيرنا مسار الرحلات الجوية بسبب التحذير الأحمر من رماد بركان كراكاتاو». وقالت هيئة الطيران المدني إن المطارات لن تتأثر. وحذّرت السلطات مساء الأربعاء، من أنّ الريح نقلت رماداً ورمالاً لمسافة بعيدة بلغت بلدتي سيليجون وسيرانج في جزيرة جاوة، ودعت السكان إلى وضع نظارات، وأقنعة عند خروجهم من منازلهم.وتسبّبت أمطار غزيرة بفيضانات في مناطق زادت من صعوبة عمليات الإنقاذ فيها، وزادت من تعقيد حياة الناس المتضرّرين، في وقت أكد فيه أطباء وجود نقص في الأدوية ومياه الشرب، ما غذّى المخاوف من حدوث أزمة صحية.وتقع إندونيسيا فوق حزام النار في المحيط الهادئ، وهي منطقة تشهد نشاطاً زلزالياً قوياً، وثوران براكين. ويضم الأرخبيل 127 بركاناً ناشطاً. (وكالات)
مشاركة :