إندونيسيا ترفع مستوى التأهّب لمواجهة بركان ثائر تسبّب في تسونامي مدمّر

  • 12/28/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كاريتا - (أ ف ب): رفعت إندونيسيا أمس الخميس مستوى التأهّب لمواجهة بركان تسبّب ثورانه الأسبوع الماضي بحصول تسونامي مدمّر في مضيق سوندا ويهدّد ثورانه مجدّدا بحصول موجات مدّ عال جديدة مميتة. ورفعت السلطات مستوى التأهّب إلى «عال» وهو ثاني أعلى مستويات التأهّب، بينما طلبت هيئة الطيران المدني من الطائرات تفادي أجواء المنطقة. ووسّعت السلطات إلى خمسة كيلومترات شعاع الدائرة المحظور الاقتراب منها والواقعة حول بركان آناك كراكاتوا الذي ولد من ثوران بركان كراكاتوا الأسطوري. وحضّت السلطات السكّان على الابتعاد عن الساحل وذلك بعد التسونامي الفجائي الذي اجتاح مساء السبت سواحل المناطق الواقعة حول مضيق سوندا بين جزيرتي سومطرة وجاوة. وبحسب الخبراء فإن تلك المأساة نجمت عن ثوران متوسّط أدى إلى انهيار أرضي تحت سطح البحر ما أدى إلى موجات مدّ عال. وبحسب آخر حصيلة فقد أوقعت الكارثة 430 قتيلا و1495 جريحا و159 مفقودا. وتشكّل بركان آناك في 1928 في الفجوة التي خلفها بركان كراكاتوا الذي تسبّب ثورانه في 1883 بوقوع 36 ألف قتيل. واستمر آناك في قذف كتل من الرماد أمس الخميس في حين اجتاحت حمم نارية منحدراته، وهو ما يزيد مخاطر الملاحة قربه. وقال سوتوبو بوروو نوغروهو المتحدّث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث «هناك خطر أكبر لحدوث ثوران». وأضاف «يمكن أن يصاب الناس بحجارة حارقة وتدفقات حمم بركانية ورماد كثيف». وقال كوس هيندراتنو وهو مسؤول في مرصد كراكاتوا «لقد رفعنا مستوى التأهب بسبب حصول تغيّر في خصائص الثوران». ولا تشكّل سحب الرماد في حدّ ذاتها خطرا على المدن في المنطقة لأنّ البركان عبارة عن جزيرة تقع وسط مضيق بعيداً عن المراكز السكنية. لكنّ تغيير مستوى التأهّب أثار مخاوف بين السكان الفزعين أصلا من فكرة العودة إلى ديارهم. وقال سوكما وهو عنصر أمن في منطقة «ماتيرا كاريتا» التي دمّرت مبانيها تماماً، «صلّوا من أجلنا حتى تجري الأمور على ما يرام». من جهته قال يوجي سوغيارتي وهو طبّاخ بفندق في كاريتا التي تضرّرت كثيرا بفعل التسونامي «هذا يقلقني»، مضيفا «لقد أخليت المكان». وشمل الإخلاء نحو 22 ألف شخص إثر التسونامي. وتم إيواؤهم في ملاجئ طارئة. وحذّرت السلطات مساء الأربعاء من أنّ الريح نقل رمادا ورمالاً إلى مسافة بعيدة بلغت بلدتي سيليغون وسيرانغ في جزيرة جاوة، ودعت السكان إلى وضع نظارات وأقنعة عند خروجهم من منازلهم. وتسبّبت أمطار غزيرة في فيضانات في بعض المناطق ما زاد من صعوبة عمل أجهزة الإنقاذ وزاد من تعقيد حياة الناس المتضرّرين من التسونامي. وأشار أطباء إلى نقص في الأدوية ومياه الشرب ما غذّى المخاوف من حدوث أزمة صحية. وهي الكارثة الثالثة التي تصيب الأرخبيل في الأشهر الستة الأخيرة بعد سلسلة زلازل في جزيرة لومبوك في يوليو وأغسطس ثم مدّ بحري في بالو في جزيرة سيليبيس أوقع 2200 قتيل وآلاف المفقودين في سبتمبر.

مشاركة :