وصلت دفعة جديدة من التعزيزات العسكرية التركية، أمس الخميس، إلى ولاية كليس جنوبي البلاد لتنتشر ضمن الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا، في وقت يشهد فيه الجيب الأخير الواقع تحت سيطرة تنظيم «داعش» شرقي سوريا موجات نزوح مستمرة، تُعد الأكبر منذ بدء قوات سوريا الديمقراطية هجومها في المنطقة قبل أكثر من ثلاثة أشهر، وفق ما ذكر المرصد السوري.وذكرت وكالة أنباء «الأناضول»، أن التعزيزات تضم ناقلات جنود مدرعة جرى إحضارها من ولاية جانقيري شمالي تركيا، موضحة أن التعزيزات العسكرية وصلت إلى منطقة البيلي في كليس، لتوجيهها إلى الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا. وتواصل السلطات التركية إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سوريا، على الرغم من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستؤجل عملية عسكرية سبق أن أعلن عن قرب شنّها شرقي الفرات. من جهة أخرى، قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: «شهد الأسبوعان الماضيان حركة النزوح الأكبر من جيب التنظيم، منذ بدء الهجوم بفرار أكثر من 11500 شخص» منه، أغلبيتهم من عائلات الإرهابيين. وقد فتحت قوات سوريا الديمقراطية خلال الفترة الماضية، ممرات لخروج المدنيين من الجيب الأخير.ومع اشتداد المعارك وتقدم قوات سوريا الديمقراطية أكثر في الجيب الأخير، لم يعد التنظيم قادراً وفق عبد الرحمن على «السيطرة على حركة النزوح ومنع الناس من الفرار».ومنذ بدء الهجوم في سبتمبر، فرّ أكثر من 15 ألف شخص وفق عبد الرحمن بينهم أيضاً «أكثر من 700 عنصر من التنظيم، حاولوا التواري بين الجموع». وتنقل قوات سوريا الديمقراطية الفارين إلى حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي قبل فرزهم، ونقل المشتبه في انتمائهم للتنظيم إلى التحقيق، والباقين إلى مخيمات النزوح.وتخوض قوات سوريا الديمقراطية حالياً معارك في قريتي الشعفة والسوسة؛ آخر أبرز قرى الجيب، ويواصل التحالف الدولي تقديم الدعم لها بالغارات والقصف المدفعي.ولا يزال التنظيم يوجد أيضاً في عدد محدود من القرى الصغيرة، إلا أن عبد الرحمن قال: «يبدو أن التنظيم بات على شفير الانهيار، وتراجعت حدة مقاومته بشكل كبير، والألغام هي التي تعيق تقدم قوات سوريا الديمقراطية». وأضاف: «قد لا يتمكن التنظيم من الصمود حتى بداية العام الجديد». (وكالات)
مشاركة :