لبنان في دوّامة الفراغ الحكومي: محرّكات التأليف مطفأة حتى إشعار آخر

  • 12/28/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

يمضي الاستحقاق الحكومي اللبناني إلى مزيد من التأزّم وانعدام فرص تأليف الحكومة خلال الأيام القليلة المتبقية من السنة. وتحدثت بعض المعلومات عن محاولات لإعادة تفعيل المبادرة وإيجاد مخارج للأزمة الحالية، في حين يمكن توصيف الوضع الحالي بالتالي: استياء بين أفرقاء، واتصال بارد بين آخرين، وتحميل مسؤولية من البعض للبعض الآخر. وكلّ ذلك تحت مظلّة تفادي الوصول إلى نقطة اللاعودة. وفي المحصلة، فإن لا تشكيل بين العيدين. وربما استمرّ الوضع حتى ما بعد رأس السنة. وعلى خلفية ذلك، تبقى الحكومة بتصريف الأعمال. وفي السياق، تجدر الإشارة إلى أن ماهية حكومة تصريف الأعمال تفترض وجوباً أن يكون عمرها قصيراً جداً، لأنّ مهامها، بحسب ما استقرّ عليه الاجتهاد، تقتصر على الأعمال الإدارية الروتينية التي لا يجوز تأجيلها. ومن البديهي أنها تستمر في أداء هذه المهمة حتى تأليف حكومة جديدة، ولا يمكن لا لرئيس جمهورية ولا لمجلس نواب ولا لأيّ سلطة أخرى وقف حالة تصريف الأعمال، لأنّ هذا الأمر بيد الشخص المكلّف حصراً. وفي الأوساط السياسية، بدأ الهمس يسري عن أنّ صمت رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري قد يقوده إلى اعتذار، ما دام واثقاً من غياب البديل، فيُعاد تكليفه، وإن بأصوات أقلّ عدداً، ليتحرّر من الاتفاقات التي باتت تكبّل عملية التأليف وينطلق بشكل مختلف وبمعايير مختلفة تماماً، ما قد ينقذ العملية برمّتها، ويخلّص الأطراف المتصارعين بعدما صاروا أسرى مواقفهم المعلنة. وقد يشكّل هذا المخرج منفذاً للحلّ لدى كل الأفرقاء. مع الإشارة إلى أن الرئيس المكلّف كان أعلن، في تغريدة على «تويتر»، أنه «لا بدّ أحياناً من الصمت ليسمع الآخرون». غداة كلام الرئيس العماد ميشال عون عن سعي البعض إلى «خلق تقاليد جديدة في التأليف»، ليزيد غموض المشهد الحكومي غموضاً، خصوصاً بعد حديث الحريري عن فترة «صمت حكومي»، لم تحمل عطلة الميلاد أّي مؤشرات إلى حلّ قريب لأزمة تأليف الحكومة. والتي تفاقمت في الأيام الأخيرة بفعل الفشل في اختيار الممثل لـ«اللقاء التشاوري السنّي» الذي يضمّ النوّاب السنّة الستة المستقلّين عن تيار «المستقبل»، بل على العكس، فإنّ المواقف التي شهدتها إجازة العيد دلّت على أنّ البلاد مقبلة على جولة من التصعيد تفضي إلى أحد أمرين: إمّا تعويم المبادرة الرئاسية باستبدال جواد عدرا بآخر، إلى جانب بقية الأسماء مع تبديل بعضها أيضاً، وإمّا ذهاب البلاد إلى جولة طويلة من الخلاف السياسي ما يؤخّر تأليف الحكومة إلى أجل غير معلوم. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :