من دفاتر الذكريات

  • 12/28/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قُلْتُ: في عينيك شوق الماضي والحاضر وفي قلبك غايات ونهايات الأماني أما علمت أن المقيم هو المسـافر أما علمت أننا بالشوق كل الأغاني سعينا إلى كل غاية، منها ما تحقق وصار واقعاً، ومنها ما تعثر وأضحى أمنية، ومنها ما مضى إلى سلة النسيان.. إنها في مجملها أمنيات وذكريات تتابع في رحاب ساعات الزمن. في دواخلنا أفراح عمر مضت بسعادتها، مواقف، قهقهات، دموع فرح، لحظات، نتذكرها بتفاصيلها لنجعلها زاداً لأنس نفوسنا إذا ما رامت تذكر الماضي وتباهت بجميل صنائعنا. وفي دواخلنا أحزان الماضي البعيد في فقد من كان قريباً منا دماً وتكويناً، أمهات وآباء، وخالات وعمات وو.. كنا نستمد من وجودهم ووجدهم حياة زاخرة عامرة بالطيب والجمال، وحسن القصد، وآمال المستقبل وبدايات خطواتها. وفي دواخلنا أحزان الماضي القريب في فقد من اقترب منا وارتبط بنا أصالة ونسباً وسار معنا يرسم خريطة طريق نسير عليها، ربما نجحنا، وربما فشلنا، وربما كان هو السبب الأساس في نجاحها أو فشلها. في دفاترتنا أصدقاء الماضي الذين عايشنا معهم طفولة حالمة بريئة وأيام أنس، ورحلات في أماكن ربما أضحت اليوم خلاف ما كانت عليه، وكبرنا وربما كانوا معنا وقد تبدلت أحوالهم، وتباعدت مساكنهم، نصلهم قرباً وبعداً. وفي ذاكرتنا بلدان رحلنا إليها لغايات متعددة، وتجولنا مع من نحب من الأهل والأصدقاء وغيرهم، أماكن ما زالت حاضرة بتفاصيلها، نشتاق إليها، ونتمنى لو رجع بنا الزمان لنكمل زيارة ما لم نتمكن من زيارته. أجمل ما في ذكرياتنا أنها تحكي قصة حياتنا في تقلبات الزمن حزناً نستمد منه الأمل، وفرحاً نسابق به الزمن سعداً وتفاؤلاً، نرنو السعادة في ما تبقى من العمر، ويبقى الأمل الذي يمتد إلى نهاية نرجو أن تكون فيها خاتمة الخير والفلاح. د. سعود محمد العصفورdr.al.asfour@hotmail.co.uk

مشاركة :