عطية عطاالله الحازمي قال تعالى «كل من عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام». أحبتي في الله: أكتب هذا المقال والدموع تسابقني على الكتابة، وحشرجة الحزن تتزاحم داخل صدري، وأنين البكاء أكتمه بالصبر والرضا بقضاء الله وقدره. أما عيناي فلم تذوقا طعما للنوم مثل عيون وقلوب ومشاعر الشعب السعودي الحبيب الوفي، الذي اتفق على حب عبدالله، وســهر الليل كله في ليلة سيـــسجلها ولن ينساها له التاريخ بسبب موت الملك عبدالله. فالشعب يدعو الله بأن يرحــمه ويدخله الفردوس الأعــلى من الجنة. جانا خبر هز الجزيرة وطافا وفاة من كفى لشعبه ووفى أغلى بشارة يوم قالوا تعافا وأكبر فقيدة يوم قالوا توفي تعددت الأسباب والموت واحد. مع أن محبة الناس عند الله عز وجل ومحبة الناس للناس ليست بواحدة والله أعلم، والناس شهداء الله في أرضه. وفراق الغالين ليس بواحد. فكما قال الشاعر: صحيح بعض الناس فرقاه بشرى وبعض البشر لاغاب ليلة تضايقت نعم مات عبدالله بن عبدالعزيز والــد الشعب الســعودي -رحمه الله- رحمة فســيحة واسعة كــما وسع ساحات البيت العتيق في مكة المكــرمة. مات عبدالله محبوب الشــعب الســعودي. مات من قال لنا دامــكم بخــير أنا بخير. مات من قال لنا أنا أستمد قــوتي بعد الله بكم أنتم. مات من قــال لنا ما أنا إلا خادم لكم. مات من أوصــى وائتــمن الــوزراء والمسؤوليــن على تيسير وتســهيل حاجات المواطن السعودي. وبقلوب مــؤمنة بقــضاء الله وقــدره وببالغ الحزن والأسى ننعى مــلك العــرب والمسلمين عبدالله بن عــبدالعزيز -رحمه الله- رحــمة واسعة وأدخــله الفردوس الأعلى من الجنة. لاشك أن الموت حــق كما قال الله تعالى «كل نفس ذائقة الموت». عزاؤنا ومما يجــبر مصــــابنا الجــلل فيه -رحمه الله- أن وفاته كانت في الثــلث الأخير من الليــل في فجر يــوم جمعة، ودفنه والصلاة عليه قد تكـــون بإذن الله وافقت ســاعة اسـتجابة للدعاء من آخر نهار يوم جمعة. نســأل الله عز وجل أن يجــــعلها حـسن خاتمة له والأعمـال بالخواتيم. وأننا لا نزكي على الله أحدا، ونحــسب عبدالله بن عبدالعزيز من أهــل الخير. ملك مســلم صالح، ملك عــادل، ملك حنون محبوب من شعبه، مــحب لشعبه السعودي محب للمسلمين. وعزاؤنا للأسرة الحاكمة آل ســعود -حفظهم الله-، ولأبنــاء الملــك عبدالله وللوطن وللشعب الســــعودي الكــريم وللمسلمين في فقيد الإسلام والوطن. وإنا لله وإنا إليه راجعون. مبايعة نبايع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عــبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ملكا للمــملكة العربية السعودية، ونبايع صاحب الســمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود وليا للعهد، ونبايع صاحب السمو الملكي الأمـير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وليا لولي العهد. الــله ينفــع بهم الإســلام والمســلمين وهم إن شاء الله خير خـلف لخير سلف. «سبحـانك اللــهم وبحــمــدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغـــفرك وأتوب إليك».
مشاركة :