خمس سنوات مرت على أول لقاء مع المحاربة الحديديةللسرطان الأخت ابتسام النعيم ,لم تكن خمس سنوات اعتيادية… ففي ذات يوم أثناء زيارتها لركن الجمعية في إحدى الحملات التوعوية كانت متحمسة جدًا للمشاركة في العمل التطوعي بجمعية مكافحة السرطان الخيرية فسألتها عن الرسالة التي ترغب إيصالها لمجتمع الأحساءولن أنسى ردها الجميل المؤثر حيث قالت : “سأساهم بتكثيف الحملات التوعوية التي تحث على ضرورةالفحص المبكر والدوري للكشف عن أمراض السرطان حتى لا يضطر أي إنسان أن يفقد احد أعضائه مثل ما حدث لي” وبالفعل أصبحت بعد ذلك أحد أهم مؤسسي لجنة الأمل بالجمعية , وقد أرخصت الكثير من مالها وحياتهامن أجل إسعاد الآخرين . كانت المسؤولة الأولى عن ترتيب النشاطات التي تبرمجها الجمعية من اجتماعات وندوات ومؤتمرات ولقاءات و ورش عمل وحملات توعوية… رحلة “أم عبدالله” تاركة فراغًا سنظل نستشعره كلما حللنا بالجمعية , فكل أروقة الجمعية تشهد على حماسها وتفانيها في العمل. كانت “أم عبدالله” أنموذج لمحاربي السرطان فحين نستعرضرحلتهامع المرض نجدها واجهته بكل قوة وشجاعة فقد أبهرت كل من عرفها ومن لم يعرفها عن قرب , وأبهرت الطاقم الطبي الذي أشرف على علاجها , فقد كان تماسكها عظيمًا راسخًا رسوخ الجبالتعطي الطاقم الطبي الطاقة كل يوم , وتعطي الأمل للكثير من المصابات بهذا المرض الخبيث , كانت تزور كل سيدة مصابة حديثًا بهذا المرض في منازلهن إذا لم يستطعن الحضور للجمعية وتخفف عنهن وتشرح لهن مراحل العلاج وآثاره بصورة إيجابية , ولكن قدر الله تعالى كان هو الغالب , فقد فعلت أكثر من طاقتها لتقاوم وتحارب حتى آخر لحظة من عمرها … لقد كان خبروفاتها كالصاعقة علينا جميعًا , لا أملك أمامها إلا الدعاء لها بالرحمة والمغفرة , وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يسكنها جنات النعيم… عزاؤنا الحار لأهلها وأبنائهاولأسرة النعيم الكرام وأعضاء مجلس إدارة الجمعية ولزملائها في الجهاز التنفيذي , فقد فقدنا جميعًا سيدة فاضلةرحمها الله , وأحسن مثواها وأسكنها فراديس جنانه. عماد بن أحمد الجعفري عضو مجلس إدارة جمعية مكافحة السرطان الخيرية بالأحساء
مشاركة :