المنامة - وكالات: بعد الإمارات تتجه البحرين لإعادة علاقاتها مع نظام بشار الأسد الحليف الوثيق لإيران، وسط تكهنات عن توجه سعودي مشابه، في وقت لا يزال الحصار على قطر مستمراً منذ يونيو 2017 بدعوى “علاقاتها مع طهران”!. وزارة الخارجية البحرينية أعلنت، مساء أمس الأول، استمرار العمل في سفارة البحرين لدى سوريا، مشيرة إلى أهمية تعزيز الدور العربي وتفعيله من أجل الحفاظ على استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها. وزعمت الخارجية البحرينية أن هذا القرار يؤكد حرصها على استمرار علاقاتها مع سوريا، وأهمية منع مخاطر التدخلات الإقليمية في شؤون سوريا الداخلية بما يعزز الأمن والاستقرار فيها ويحقق للشعب السوري الشقيق طموحاته في السلام والتنمية والتقدم. وسبق قرار المنامة، لقاء جمع وزير خارجيتها خالد بن أحمد آل خليفة بوزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، في 30 سبتمبر الماضي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، واللافت أن اللقاء كان ودياً للغاية. وكانت دولة الإمارات قد أعلنت، أمس الأول الخميس، عودة العمل بسفارتها في دمشق حيث باشر القائم بالأعمال بالنيابة مهام عمله من مقر السفارة في سوريا. في أول تعليق له على إعادة فتح سفارة أبوظبي في دمشق، اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، قرار الإمارات بأنه يأتي بعد “قراءة متأنية للتطورات”. وأوضح قرقاش، في حسابه على موقع “تويتر”: “قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بعودة عملها السياسي والدبلوماسي في دمشق يأتي بعد قراءة متأنية للتطورات؛ مع قناعة أن المرحلة القادمة تتطلب الحضور والتواصل العربي مع الملف السوري؛ حرصا على سوريا وشعبها وسيادتها ووحدة أراضيها”، على حد زعمه. وأضاف قرقاش إن “الدور العربي في سوريا أصبح أكثر ضرورة تجاه التغوّل الإقليمي الإيراني والتركي”، على حد قوله. وأثارت الخطوة الإماراتية البحرينية غضباً واسعاً في صفوف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد من المغرّدين عن صدمتهم من مساندة الدولتين الخليجيتين لإجرام النظام السوري الذي قتل مئات آلاف المدنيين وشرّد الملايين، ومواصلتهما حصار دولة قطر ومحاولة مصادرة قرارها السياسي. ويرى محللون سعوديون أن الرياض سترحب بالتعاون مع النظام السوري والمشاركة في إعادة الإعمار؛ حال تحقق بعض الاشتراطات على أرض الواقع.وقال سعد بن عمر، مدير مركز “دراسات القرن” السعودي في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية: “إن الكثير من الدول العربية لم تكن لديها الرغبة في قطع العلاقات الدبلوماسية الفردية مع سوريا، وأن الموقف الذي اتخذ كان من قبل الجامعة العربية بتعليق مقعد دمشق”. وفيما يتعلق بعودة سفارة السعودية إلى سوريا، أوضح المحلل السعودي “أن الرياض قد تتأنى بعض الوقت، وأن عودة الإمارات قد تمهد لكثير من الاتفاقات المستقبلية مع الحكومة السورية بشأن الوجود الإيراني في المنطقة والخطوات التي يمكن ترتيبها”. ويقول مراقبون إن الإمارات والسعودية يمكن أن تقبل بوجود إيران في سوريا ولكنها ستركز على معاداة الوجود التركي ليس من أجل الدولة السورية وأراضيها وإنما بسبب الصراع الإقليمي الذي يدور ضد النفوذ التركي المتعاظم في المنطقة وقدرة أنقرة على حماية مصالحها في سوريا، وفي أعقاب تجاهل ترامب للرياض وأبوظبي وتفويضه تركيا لمحاربة الإرهاب وما يعنيه من سحب ورقة من السعودية والإمارات كانتا تستغلانها لتسويق نفسيهما إقليمياً ودولياً. وانتقد يحيى العريضي، عضو هيئة المفاوضات العليا السورية المعارضة، إعادة الإمارات فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق. واتهم العريضي، الإمارات بتعزيز الدور الإيراني لا إضعافه؛ “فإيران ترتبط ارتباطاً عضوياً بالنظام السوري، وإيران وحلفاؤها هم من تدخّلوا منذ البداية لمساعدة النظام ومنع سقوطه”.
مشاركة :