نجحت جامعة الملك عبدالعزيز في التخلي عن المعاملات الورقية وتقديم خدمات إلكترونية مميزة لأكثر من 170.000 طالب وطالبة و40.000 موظف أكاديمي وإداري وعضو هيئة تدريس، من خلال اعتمادها على التعليم الإلكتروني الذي يقدمه أول حاسب آلي عالي الأداء (سوبر كومبيوتر) المسمى بـ «عزيز». وقال المتحدث الرسمي في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور شارع البقمي «خطت الجامعة خطوات كبيرة في مجال استخدام التقنية الحديثة سواء في الإدارة الإلكترونية، أو في تقديم الخدمات الأكاديمية لطلابها وطالباتها وأعضاء هيئة التدريس، ما انعكس أثره إيجابياً على مستوى الأداء والإنجاز على كافة المستويات، وهناك اهتمام كبير من إدارة الجامعة بتوسيع دائرة استخدام التقنية الحديثة والتحول إلى جامعة إلكترونية بلا ورق، وقد نجحت في تطبيق ذلك بنسبة كبيرة، مدركة للتحديات التي تواجهها خاصة بعد التوسع الكبير الذي تشهده والذي يضعها في مصاف كبريات الجامعات في العالم حيث يتجاوز عدد طلابها 170.000 طالب وطالبة وأكثر من 40.000 موظف أكاديمي وإداري وعضو هيئة تدريس». وأضاف تعد الجامعة مثالاً يحتذى به في استخدام التقنية الحديثة، وهو ما يجعلها تقدم خدمات استشارية مستمرة ومتخصصة لقطاعات عديدة في المنطقة سواء قطاعات تعليمية أو غير تعليمية، ولمواجهة هذه التحديات كان لزاماً الاستعانة بالخبرات الدولية والشركات المتخصصة في مجال التقنية، وإبرام شراكات محلية وعالمية من أجل توسيع قدراتها التقنية والمعلوماتية، ومن أمثلة ذلك إبرامها لاتفاقية مع شركة يابانية لبناء أول حاسوب عالي الأداء (سوبر كومبيوتر) بالجامعة أُطلق عليه اسم (عزيز). وتقوم الشركة من خلاله بتقديم خدمات وحلول متناهية الدقة للعقبات والمعوقات التي تواجها في المجالات التي تتطلب سرعات حاسوبية عالية ومساحات تخزينية ضخمة، مشيراً إلى أن الاتفاقية ستلبي احتياجات الجامعة المتزايدة بشكل يتناسب مع الدور الذي تقوم به محلياً ودولياً. وذكر بأن الاتفاقية تهدف إلى تزويد الجامعة بنظام يمتاز بأداء عالي الدقة يستفيد منه الباحثون والطلاب وأعضاء هيئة التدريس ومنسوبو الجامعة كافة من إداريين وفنيين في عدة مجالات في الكليات ومراكز الأبحاث ومراكز التميز البحثي، بما يسهم في تطوير قدرة الجامعة على زيادة كمية ونوعية الأبحاث في عدة مجالات مثل: الهندسة، الأرصاد الجوية، تقنية النانو، علم الجينات، وغيرها من التخصصات العلمية، بالإضافة إلى تعزيز التجارب العلمية في تلك المجالات، بالإضافة إلى أن الجامعة تعمل على الاستفادة القصوى من سوبر كومبيوتر (عزيز) لتحسين وتجويد وتعزيز طاقاتها البحثية وتقديم خدمات عالية المستوى وفاعلة لبعض القطاعات الحكومية، وكذلك تقديم خدمات تجارية للجهات التي تطلب الدعم التقني باعتبارها بيت خبرة في هذا المجال. ولفت الدكتور البقمي إلى أن الجامعة حصلت على تقييم إيجابي على مستوى استخدام هذا النظام العملاق الذي سيعود بالفائدة على حاجات الجامعة البحثية المتقدمة في الأنشطة التعليمية والتربوية والعلوم والتقنية، ويتضمن نظام (عزيز) معالجات متطورة وعالية الدقة وخوادم نوعية متعددة بطاقة تخزينية عملاقة. وبطبيعة الحال فإن إدارة الجامعة لديها خطط مستقبلية للاستمرار في توسيع دائرة استخدام التقنية على جميع المستويات والتحول إلى جامعة إلكترونية 100 %، ولم يعد بالجامعة التعامل الورقي إلا في أضيق الحدود، فقد أصبحت معظم العمليات الإدارية والأكاديمية تتم إلكترونياً، كما نجحت الجامعة وعلى مدى سنوات من تطبيق نظام القبول الإلكتروني بطرح من خلال (نظام عزيز) الذي يتيح للطلاب والطالبات القبول إلكترونياً واستلام جداولهم الدراسية دون الحاجة إلى مراجعة الجامعة، بالإضافة إلى استخدام التقنية الحديثة في التعليم والمحاضرات، ولدى الجامعة الخبرة والمعرفة الكافية والوسائل التي تجعلها قادرة على التميز في استخدام التقنية الحديثة في التعليم فهي من أوائل الجامعات التي طبقت نظام (EMES) الذي يقدم فصولاً افتراضية ومنتديات إلكترونية وأنظمة تفاعلية بين الطالب والأستاذ، وكذلك نظام (odusPlus) الذي يقدم الخدمات الإلكترونية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ومشروع التعلم عبر الجوال والأجهزة الذكية، ونظام البلاكبورد (Blackboard)، كما حصلت على جوائزة عديدة من التميز الرقمي واستخدام التقنية الحديثة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر حصولها على اعتماد المركز الوطني الفرنسي للتعليم عن بعد، إضافة إلى تطبيق نظام الفصول الافتراضية (Centra)، ومشروع الكتاب الإلكتروني.. وكل هذه المشروعات التطويرية في مجال التقنية الحديثة تسعى إلى تحسين وتجويد العملية التعليمية وتعميم التعليم العالي ليسهم في تنمية وخدمة المجتمع.
مشاركة :