دخل الجيش السوري أمس الجمعة، منطقة منبج وانتشر في أطراف المدينة الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمالي البلاد، بعد طلب الأكراد المساعدة لمواجهة التهديدات التركية. وردت فصائل مسلحة موالية لأنقرة بإعلان بدء الزحف رفقة القوات التركية نحو منبج، بينما شكك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في دخول الجيش السوري إلى المدينة، معتبراً أنه يشن حرباً نفسية، وتوعد بتلقين المقاتلين الأكراد درسا، في حين نفى التحالف الدولي بقيادة واشنطن أنباء عن دخول قوات الجيش السوري إلى مدينة منبج، مؤكداً عدم حدوث تغييرات على الأرض.وأعلن الجيش السوري أمس، دخول وحداته إلى منطقة منبج، بعد وقت قصير من توجيه وحدات حماية الشعب الكردية؛ العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، دعوة إلى دمشق للانتشار في المنطقة لحمايتها من التهديدات التركية. وأورد الجيش في بيان تلاه متحدث عسكري، ونقله الإعلام الرسمي السوري: «استجابة لنداء الأهالي في منطقة منبج، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، عن دخول وحدات من الجيش العربي السوري إلى منبج، ورفع علم الجمهورية العربية السورية فيها».وأفاد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ب«انتشار أكثر من 300 عنصر من قوات النظام والقوات الموالية لها، على خطوط التماس بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، والقوات التركية مع الفصائل السورية الموالية لها». وقال إنهم فرضوا «ما يشبه طوقاً عازلاً بين الطرفين على تخوم منطقة منبج من جهتي الغرب والشمال». ونفى عبد الرحمن، دخول الجيش السوري للمدينة قائلاً، إن القوات الحكومية اتخذت مواقع على مشارفها.ودعت قيادة الوحدات الكردية أمس، «الدولة السورية التي ننتمي إليها أرضاً وشعباً وحدوداً، إلى إرسال قواتها المسلحة» من أجل «حماية منطقة منبج أمام التهديدات التركية». من جانبه قال التحالف الدولي في بيان أمس: «على الرغم من عدم صحة المعلومات المتعلقة بالتغييرات التي طرأت على القوات العسكرية في مدينة منبج السورية، فإن قوات التحالف لم تر أي مؤشر على صحة هذه الادعاءات». ودعا التحالف جميع الأطراف إلى احترام سلامة منبج وأمن مواطنيها. وأعلن الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، بدء التحرك باتجاه خطوط الجبهة في منطقة منبج. وقال في بيان: «بدأت أرتال من الجيش الوطني السوري، جنباً إلى جنب مع الجيش التركي، بالتحرك لخطوط الجبهة، معلنة جاهزيتها الكاملة على حدود مدينة منبج لبدء الأعمال العسكرية لتحرير المدينة، وذلك استجابة لمناشدات أهلنا في المدينة، لتخليصهم من ممارسات عصابات الأحزاب الانفصالية الكردية». وسارعت أنقرة إلى الردّ بأن الوحدات الكردية التي «تسيطر على المنطقة بقوة السلاح، ليس لها الحق أو السلطة في أن تتكلم باسم السكان المحليين، أو أن توجه دعوة لأي طرف كان»، محذرة كل الأطراف من مغبّة القيام «بأي عمل استفزازي». وتعليقاً على إعلان الجيش السوري دخول مدينة منبج، قال أردوغان، إن النظام السوري يقوم ب«عملية نفسية» في منبج. وقال: «هدفنا تلقين وحدات حماية الشعب الكردي الدرس اللازم.. ومصرّون تماماً على ذلك». في المقابل، أكد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن «توسيع منطقة سيطرة القوات الحكومية، هو بالتأكيد توجه إيجابي». وقال إنه سيتم بحث المسألة اليوم السبت، خلال زيارة يجريها وزيرا الخارجية والدفاع التركيان إلى موسكو، ستسمح ب«تنسيق التحرك» بين روسيا وتركيا.وفي غضون ذلك، أوضحت نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في منبج نورا الحامد، أن المفاوضات مع دمشق بشأن منبج «تمت برعاية روسية»، مشيرة إلى أن «قوات النظام لن تدخل مدينة منبج نفسها؛ بل ستنتشر عند خطوط التماس» مع تركيا والفصائل السورية الموالية لها. (وكالات)
مشاركة :