انطلقت عقب صلاة الجمعة، أمس، ولليوم العاشر على التوالي، تظاهرات في العاصمة السودانية الخرطوم، وعدد من المدن الكبري؛ استجابة لدعوة أطلقها ناشطون ل«جمعة غضب»، فيما اعتقلت السلطات عشرة من قادة أحزاب المعارضة ليل الخميس، وكشف سكرتير الحزب الشيوعي المعارض محمد مختار الخطيب قرب اتفاق قوى المعارضة المختلفة في هيئة تنسيقية واحدة لقيادة الاحتجاجات.وأظهرت صور بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اندلاع الاحتجاجات من مسجد حي كافوري الذي يقيم فيه الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم بحري، وأحياء الرياض وبري وأركويت في الخرطوم، وودنوباوي والجرافة والهجرة وبيت المال والدوحة في أم درمان، بينما قال شاهد من وكالة «رويترز»، إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وقنابل صوت أمس؛ لتفريق ما بين 300 و400 محتج، بعدما غادروا مسجد الأنصار في أم درمان، كما نظم محتجون مظاهرات في أحياء أخرى في مدن العاصمة الثلاث، وفي مدن بورتسودان، والقضارف، وعطبرة، وخشم القربة «شرق السودان» والقطينة «وسط السودان» والدندر «سنار».وكانت السلطات قد نشرت قوات عسكرية ضخمة، حولت معظم أحياء العاصمة الخرطوم إلى ثكنات عسكرية، بحسب صحيفة «التغيير» المحلية، وكان نشطاء ومعارضون قد وجهوا دعوات للمشاركة أمس في «جمعة الغضب»؛ احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية.وقالت لجنة من منظمات المجتمع المدني في بيان، إن السلطات السودانية ألقت القبض على عشرة من قادة المعارضة والناشطين، قبيل الاحتجاجات الجديدة المناهضة للحكومة، وقال بيان اللجنة التي تضم منظمات مهنية تشارك في الاحتجاجات، إن السلطات داهمت اجتماعاً لزعماء المعارضة في الخرطوم، وأضاف أنهم اعتقلوا قادة من بينهم صديق يوسف الزعيم البارز في الحزب الشيوعي، وكذلك قياديين من حزب البعث والحزب الناصري، فيما تم اعتقال رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير أمس.وفي السياق نفسه، انضمت الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، إلى دعوات قوى المعارضة للاحتجاج على النظام، ورأت أن إسقاطه «يسمح بالحفاظ على وحدة السودان»، وعمم الحلو رسالة حث فيها كل السودانيين على المشاركة في الانتفاضة ضد «النظام»، وتمهيد الطريق للتغيير الجذري والحقيقي الذي يتيح الفرصة لوحدة عادلة تقوم على العدل والمساواة والحرية.إلى جانب ذلك، كشف سكرتير الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب عن توافق مجموعة من قوى المعارضة على تكوين لجنة تنسيقية تعمل على إدارة العمل المشترك؛ لمواصلة الانتفاضة الشعبية ، وضم الاجتماع كلاًّ من تحالف قوى الإجماع الوطني، تحالفات نداء السودان، تيار الانتفاضة، تجمع المهنيين، الحزب الجمهوري، تيار الوسط للتغيير، والتجمع الاتحادي المعارض.وخلص الاجتماع، طبقاً لبيان الخطيب، إلى ضرورة مواصلة المواكب الاحتجاجية والمظاهرات الشعبية، والتنسيق مع التحالفات والقوى المنظمة القائدة لحركة الجماهير في الأقاليم والمدن خارج العاصمة. وأكد اتفاق المجتمعين على أهمية سلمية المواكب.أما الحدث البارز، فتمثل، أمس الأول الخميس، بموافقة رئيس البرلمان، إبراهيم أحمد عمر، على الطلب المقدم من العضو المستقل محمد عسيل، لاستدعاء وزير الداخلية، أحمد بلال عثمان إلى البرلمان؛ لمساءلته حول تعامل السلطات الأمنية مع المتظاهرين، ما أدى إلى قتل بعضهم. (وكالات)
مشاركة :