الخرطوم - (الوكالات): انطلقت تظاهرات في عدد من مساجد العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الجمعة، وذلك للمطالبة برحيل الرئيس السوداني عمر البشير. وأظهرت إفادات تحصلت عليها صحيفة التغيير السودانية وصور بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اندلاع التظاهرات من مسجد حي كافوري الذي يقيم فيه الرئيس السوداني. كما خرجت مظاهرات من مساجد بمناطق أخرى في الخرطوم. وأطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين احتشدوا عقب صلاة الجمعة خارج مسجد في أم درمان وسط دعوات جماعات معارضة لمواصلة الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وأفاد شهود عيان بأنّ مئات المصلّين خرجوا في تظاهرة انطلقت أمس الجمعة من مسجد في أم درمان، الواقعة قبالة الخرطوم على الضفة الغربية لنهر النيل، حيث ردّت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود. وبحسب شهود عيان آخرين فقد خرجت تظاهرات أخرى في بعض المناطق الواقعة في شمال الخرطوم عقب صلاة الجمعة. وخرجت تظاهرة كذلك في عطبرة (شرق) التي اندلعت فيها الحركة الاحتجاجية هذا الشهر. وكانت المعارضة دعت إلى مواصلة الاحتجاجات خلال الأيام المقبلة. واجتمعت عدة أحزاب من المعارضة في وقت متأخر من ليل الخميس حيث اتفّقت على الدعوة إلى مزيد من التظاهرات خلال الأيام المقبلة، بحسب ما ذكر بيان للحزب الشيوعي السوداني. وقالت لجنة من منظمات المجتمع المدني في بيان ان السلطات السودانية ألقت القبض على تسعة على الاقل من قادة المعارضة والناشطين قبيل احتجاجات جديدة مناهضة للحكومة بعد صلاة الجمعة. ونفى رئيس المكتب الاعلامي لجهاز الامن القومي والمخابرات علمه بهذه الاعتقالات. وقال بيان اللجنة التي تضم منظمات مهنية تشارك في الاحتجاجات ان السلطات داهمت اجتماعا لزعماء المعارضة في الخرطوم. وأضاف أنهم اعتقلوا تسعة من بينهم صديق يوسف الزعيم البارز في الحزب الشيوعي السوداني وكذلك قياديين من حزب البعث والحزب الناصري. جاءت هذه المداهمة بعدما دعا تحالف لجماعات المعارضة الى المزيد من الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة. واعتقلت السلطات 14 قياديا من أحد تحالفي المعارضة الرئيسيين يوم السبت الماضي ثم أطلقت سراحهم بعد نحو تسع ساعات. ونشرت السلطات قوات عسكرية ضخمة حوّلت معظم أجزاء العاصمة الخرطوم إلى ثكنات عسكرية. وفي سياق متصل، نظم محتجون مظاهرات في مدن بورتسودان وخشم القربة (شرق السودان) والقطينة (وسط السودان) والدندر (سنار). وكان نشطاء ومعارضون قد وجهوا دعوات للمشاركة في «جمعة الغضب» احتجاجا على تردي الاوضاع الاقتصادية في السودان. يعاني السودان من أزمة اقتصادية طاحنة بدأت عام 2011 عندما صوت الجنوب لصالح الانفصال ليأخذ معه ثلاثة أرباع انتاج البلاد من النفط. وتفاقمت الأزمة بسبب أعوام من سوء الادارة والافراط في الانفاق. وتتهم جماعات المعارضة الرئيس عمر البشير الذي يحكم السودان منذ عام 1989 بسوء الادارة. وفشلت سلسلة من الاجراءات الاقتصادية تشمل خفضا حادا في قيمة الجنيه السوداني في أكتوبر في إنعاش الاقتصاد. وفي يناير اجتاحت السودان موجة احتجاجات بسبب ارتفاع أسعار الخبز. لكن الاحتجاجات الجديدة التي بدأت يوم 19 ديسمبر أكثر خطورة على ما يبدو. وأغلقت السلطات المدارس وفرضت حظر تجول وحالة الطوارئ في عدة مناطق. وقال السكان انه منذ بدء الاحتجاجات استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وأحيانا الذخيرة الحية ضد المتظاهرين.
مشاركة :